٤- مقدمة مفاخرة الجواري والغلمان
الموضوع إجتماعي ونفسي وخلقي وشخصي. فهو يعالج ظاهرة شاذة من الوجهتين الخلقية والنفسية هي اللواط، ولكنها اصبحت في عصر الجاحظ مسألة إجتماعية انتشرت بين طبقات المجتمع انتشارا واسعا حتى غدت شأنا عاديا لا يثير الاستنكار والشجب، يتحدث عليه الناس ويدور على السنة الشعراء والكتاب. وهذا ما اراد الجاحظ الاشارة اليه في صدر الرسالة بقوله:
«وبعض من يظهر النسك والتقشف اذا ذكر الحر والأير والنيك تقزز وانقبض. واكثر من تجده كذلك فانما هو رجل ليس معه من المعرفة والكرم، والنبل والوقار، إلا بقدر هذا التصنع» .
ويورد امثلة عديدة تبين أن استعمال الكلمات الجنسية كان شائعا منذ عصر النبي على السنة الصحابة والتابعين والفقهاء امثال علي بن أبي طالب وابي بكر الصديق، وعبد الله بن عباس وحمزة بن عبد المطلب. وقد رويت احاديث شريفة وردت فيها بعض المفردات الجنسية.
ويبرر الجاحظ جواز استعمال هذه الالفاظ بمبررات لغوية وفنية وطبيعية.
والتبرير اللغوي يقوم على القول ان هذه الالفاظ انما وضعت ليستعملها اهل
1 / 21