97

وحكى عن الرامهرمزي قال: اردت الخروج من عند ابي علي والانصراف الى بلدي فلما استعددت للركوب في السفينة «7» انا ورفقائي ذهبت لتوديع ابي علي ورفقائي منتظرون لي، وجئت وهو يملي فودعته فقال: اصبر! فضاق صدري بذلك خوفا من ضجر رفقائي، فرجعت الى توديعه فقال لي: اصبر! فلما قرب الغروب قال: الآن في ودائع الله، فعلمت انه انما اخرني لشي ء يتعلق بالاختيار يعني اختيار ساعة صالحة، وهذا يدل على ان أبا علي كان له تعلق بعلم النجوم وانه يقول بجواز العمل على ذلك من دون اعتقاد «8» تأثير لها لكنها علامات لما «9» اجرى الله العادة ان يفعله عند المقارنات المعروفة، ومما يدل على ذلك ما حكاه «10» ابو هاشم قال: كتب إلي ابو علي «11» في بعض الايام وانا في البدو ان اجمع ما حصل في البيدر الى كن قبل هجوم الليل، ففعلت فلما جن الليل وقع برد ومطر فسد لأجلهما اموال الناس

ولأبي علي كتب في الرد على أهل النجوم ويذكر ان كثيرا منها كان يجري مجرى الامارات التي يغلب الظن عندها

وكان ابو محمد الرامهرمزي من اخص اصحاب ابي علي يستملئ منه وكان يجيب على كثير «1» من المسائل التي ترد على ابي علي، وكان له خط عظيم لا يوجد مثله «2»، وكتب بيده مصحفين صار احدهما الى الصاحب الكافي وكان الصاحب يتبجح بذلك ويقول: إن حروف خطه تصلح ان ينقض بها شبهة «3» المجبرة التي قالوا فيها: لو كان الخط من فعلنا لأمكننا ان نكتب ثانيا مثل ما كتبناه أولا من غير اختلاف بين الخطين بوجه من الوجوه

ومنها رزق الله، قرأ على ابي علي أولا ثم على ابي هاشم «4» وبلغ مبلغا عظيما، قال القاضي: وكان شيخا مسنا حسن التعصب للمذهب، لقي أبا علي ثم أبا هاشم ثم اصحابه ثم صار الى بغداد وكان يحضر عندي

ومنها أيضا غيرهم اي «5» غير هؤلاء الذين «6» ذكرنا اسماءهم، وهم جماعة، منهم ابو الحسن الاسفندياني، وله كتب صنفها في الكلام والتفسير والحديث، وقيل لابي هاشم: صف لنا هذين الرجلين الصيمري والاسفندياني! فقال:

مخ ۹۹