طبقات مشایخ په مغرب کې
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
ژانرونه
امامة افلح بن عبد الوهاب رحمه الله ولما توفي عبد الوهاب تدانى العدو من تاهرت طمعا في الاستيلاء عليها ، ورجوا الظفر بها وباهلها لما ظنوه من عجزهم عن المدافعة ، اذا اضحوا بلا امام ، فابتدر جماعة أهل الدعوة ، فبايعوا افلح بن عبد الوهاب ، فعقدوا له الامامة فكان ميمون النقيبة ، فسكن الله به البلاد ووقية من الفساد . وما بلغ ابا عبيدة موت الامام وتولية ابنه افلح الامامة ، كتب ابو عبيدة الى افلح يستشيره في امر الخبيث بن الطيب ويستأذنه الدفاع ، فكتب اليه بمثل ما كتب به ابوه رحمه الله .
فلما بلغ خلفا وفاة الامام وتولية افلح انف واستكبر ولم يقر بامامته ، ولا دان بطاعته ، وانحاز بمن معه الى موضع يقال له ( تيمتى ) فسلط اشياعه على الطعام ، وشن الغارات على رعايا الامام ، واستباح الاموال ، واخرب الديار ، وقتل الرجال ، حتى قتل عدة من اصحابه ، يحسب انهم من رعية ابي عبيدة عبد الحميد ، ثم عظمت صولته واشتدت شوكته حتى استمال كثيرا من الناس فمالوا اليه ، واكثر ميلهم خصب جانب خلف ، وجذب حيز ابي عبيدة ، فكانوا معه طلبا لمعاشهم ورغبة في الدنيا وكانوا معه على رأيه وبدعته .
ولما رأى قلة اصحاب ابي عبيدة وكثرة من معه من الضلال سولت له نفسه الخبيث انتهاز الفرصة ومبادرة ابي عبيدة واصحابه ليستأصل شافتهم ، فجمع عساكره وتيمم أبا عبيدة فلما سمع به أبو عبيدة أمر اصحابه بالخروج فخرجوا . فعسكر ببعد من الجبل ولما تدانى العسكران بعث خلف رعيلا من خيله نحو أربعمائه فارس ، فهم اصحاب عبد الحميد بأن يخرجوا إلى محاربتهم فمنهم عبد الحميد من ذلك رقوبا ما عند الامام، وطلبا للسلامة ، فقصدت الخيل قرية يقال لها " ويدوف " من رعيته عبد الحميد، فانتهبوا ما امكنهم من الاموال وقتلوا ما قدروا عليه من الرجال وكان أكثر الخيل أخذه خلف واهل بيته ومواليه ومماليكه .
مخ ۷۶