ذكر وقعة مغمداس وبلغنا ان أبا حاتم سمع بطوالع أقبلوا من المشرق فخرج من مدينة طرابلس فتلقاهم بموضع يقال له ( مغمداس ) على مسيرة ثمانية ايام من المدينة فلما وصلهم أبو حاتم صفوا واقتلوا قتالا شديدا ن فهزم الله على يديه العدو فقتل منهم سته عشر ألفا ، وبلغنا ان رجلا من الحضر لقى رجلا من أهل الدعوى ، فقال له المخالف ما تفسير تاورغا ؟ ( يقرعه بمقتل ابى الخطاب واصحاب رحمهم الله ) وكان صاحبنا فطينا فاجابة ، بان قال تفسيرها مغمداس فيه أربعة أكداس ، في كل كدس أربعة آلاف ، ثم لما هزمهم رجع إلى طرابلس وحسنت حالته فيها .
مقتل أبى حاتم واصحابه رحمهم الله
وبلغنا ان ابا حاتم لما تكمن في مدينة طرابلس دس الكتب إلى المشرق من بقى من الطوالع بطرابلس والقيروان إلى أبى جعفر ببغداد ، يشكون ابا حاتم . ويستقضون عليه ، فانفر إلى ابى حاتم جيشا كبيرا . وامر عليه يزيد ابن حاتم الازدى قال : فلما أنفصل يزيد بن حاتم من مصر بعساكره ، وسمع أبو حاتم بتوجهة ، جمع أصحابه ومن ولى عليه من القبائل ن فحضهم على الجهاد ورغبهم في الاستشهاد . ولما قرب يزيد من حيز طرابلس خرج إليه ابو حاتم بمن معه من أصحابه ، حين نزل موضعا يقال له " جنى " ومعه قبيلة من البربر يقال لها مليلة ، يزيد بن حاتم على أبى حاتم ، فسأل أبو حاتم من حضره من هوارة هلى أعان ابن حاتم على احد من البربر ؟ فقالوا : ليس أحد من البربر الاقبيلة واحدة من هوارة . يقال لها مليلة فقال أبو حاتم : اللهم أذلل مليلة فاجاب الله دعوته فبقيت فيهم إلى اليوم ، فهم اذل البربر ، قيل وكان مع أبن حاتم رجل من نفوسه يقال له عمر بن مطكود لاغير .
فلما التقى الفريقان أقتتلوا قتالا شديدا ، فاستنجز القتل في اصحابه أبى حاتم ، فلما رأى ذلك أبو حاتم قال لاصحابه : زفونى إلى الموت في سبيل الله زفاف العروس وقفوا لى قليلا قال ، فتقدم أبو حاتم رحمه الله حتى استشهد ومن معه من اصحابه رحمهم الله .
مخ ۴۲