ولاية ابى حاتم يعقوب بن لبيب الملزوزى الهوارى رحمه الله حدث غير واحد من أصحابنا ان أبا حاتم ولى مدينة طرابلس في رجب سنة أربع وخمسين وائة ومكث فيها اربع سنين ، وكانت ولايته دفاع ، وطلب الحق يرسل ثقاته بما يجتمع من مال الصدقة إلى عبد الرحمن قبل ظهوره ، وسبب ولاية ابى حاتم ان جماعة من أصحابه من بقية من كان مع أبى الخطاب لما أنسوا من نفوسهم في حيز طرابلس بعد أبى الخطاب قوة ن هموا بالاجتماع لامر ابرموه ن فاظهروا عن انفسهم غيره ، كما فعلوا أول مرة في تولية أبى الخطاب ، فعزموا على القيام على حيز طرابلس وواليها من قبل ابى جعفر المنصور فسمع الوالى باجتماعهم فأخرج إليهم خمسمائة فارس ، وأمر عليهم امير منهم . فلما وصلتهم الخيل ، قال لهم أميرها : أجيبوا بالطاعة لامير المؤمنين ، قالوا اجبنا بالطاعة لامير المؤمنين . لا يعنون أبا جعفر ، وامير الخيل يعتقد أنهم عنوه ، فرجع بخيله إلى والى المدينة ن فاخبروه باجابتهم ن فلم يقنعه ذلك منهم ثم أن جماعة ايعان اهل الدعوة اجتمعوا ليلة منصرف الخيل عنهم ، واتفقوا على عقد الامامة لابى حاتم ولاية الدفاع ، فعقدوها له في ليلتهم تلك ، فلما أصبح خرج إليهم الوالى بنفسه في خيل عظيمة ، فلما أتاهم قال أجيبوا لطاعة امير المؤمنين أبى جعفر المنصور ، فقالوا عليك لعنة الله ، وعلى أي كافر معك ، يعنن أبا جعفر فناجزهم القتال فاقتتلوا قتالا شديدا فهزمهم أبو حاتم ومن معه من أهل الدعوة ، فاتبعوهم يقتلونهم حتى دخلوا مدينة طرابلس ن فمات من ذوى الجبابرة بشر كثير .
مخ ۴۰