ولما رأى أبن الاشعت ذلك وخاف تفرق الكلمة ، عمد إلى رجال من عسكره فامرهم أن يتزيوا بزي الرسل ، كأنهم قدموا من ارض المشرق ، واودعتهم كتاب أستخرجه على لسان ابى جعفر ، وامرهم أن يتنجوا عن العسكر فإذا كان وقت الضحى من الغد اقبلوا كأنهم قادمين من بغداد بكتاب خليفتهم فلما كان الوقت الذى وعدهم بالقدهم فيه اقبلوا ، فلما رءاهم أهل العسكر تبادروا ، وأتوا بهم إلى ابن الاشعث ، فناولوه الكتاب الذى قدموا به فقرأه وأظهر أن ابا جعفر أمره بالرجوع ن فرجع بالعسكر لما أعتل به من أمر ابى جعفر اياه بالرجوع لأمر هو احوج إليهم فيه مما توجهوا إليه ، فرجع ، وكره صاحب ابن الاشعث الرجوع فلما رءاه كذلك أرسل إليه وأمر به فقتل ، فخيل إلى الناس أن أبا جعفر أمره بذلك ن وضم إلى نفسه العسكرين . ثم أنه كر راجعا إلى المشرق وتباطأ في سيره وقرب المراحل ، والعيون تختلف باخبار الفريقين فإذا ارتحل ابن الاشعث أول النهار نزل عند أنتصافه، فإذا كان إذا أرتحل، وعيون ابى الخطاب كلما رأت ابن الاشعث أرتحل مرحلة رجعت منهم طائفة ، وأبن الأشعث كلما ارتحل مرحلة أمر خيلا تقطع الأثر خلفه لتنظر هلى بقى في عسكر ابى الخطاب أم لا ، وعيون أبن الاشعث في عسكره من عيون ابى الخطاب أم لا ، وعيون أبن الاشعث في عسكر ابى الخطاب مقيمه ، فلما وصلت عيون أبى اجتمع إليه من عسكر ابن الاشعث تخبره برجوعه - وقد اجتمع على ابى الخطاب زهاء تسعين ألفا - ابتدرت الناس إلى مواطنهم وذلك في زمان الحصاد ن فقال لهم أبو الخطاب يا قوم : أن العرب أهل مكر وغدر ، فلا تفترقوا عن ملككم ، حتى تستيقنوا برجوع القوم ، وغلبت عليه العمة فإذن لهم بالحاق (3) أهليهم فساروا وتفرقوا عنه ، وفى كل ذلك لم تزل عيون أبن الاشعث في عسكر ابى الخطاب.
مخ ۳۵