طبقات مشایخ په مغرب کې

احمد الدرجینی d. 670 AH
30

طبقات مشایخ په مغرب کې

طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني

ژانرونه

فعلم أبو الخطاب أنهم خدعوه وبلغ منه موت عاصم مبلغا عظيما ، فقال لاصحابه : أنهم خدعونا وغدرونا ، فسنخدعهم ونغدرهم كما فعلوا ، فخدعهم رحمة الله ، وامر اهل العسكر بان يأخذوا سلاحهم ويخلا اخبيتهم ويخرجوا تحت الليل وياخذوا الطريق شبه الهاربية مذعورين ، فاصبح منزل عسكر ابى الخطاب خاليا ، فظن أهل القيروان أنهم هربوا منهم ليلا ، وقالوا : انهزمت البربر ، واخذوا بآثارهم ن ومضى أبو الخطاب رحمه الله فيمن معه إلى واد وراء فحص رقادة ، وكمن فيه بخلية ورجله ، فأخذ اهل المدينة في طلب ابى الخطاب واصحابه . فلما لحقوا بهم ، وجدوهم معسكرين فثار ابو الخطاب وأصحابه في وجوههم ، فهزموهم فتبعهم أبو الخطاب واصحابه ، يقتلونهم ، حتى دخلوا معهم المدينة فتحصلت المدينة لأبى الخطاب في سنة احدى واربعين ومائة من التاريخ .

فلما ولى ابو الخطاب المدينة أستعمل عليها عبد الرحمن بن رستم رحمه الله ، وقد أمر أبو الخطاب أصحابه حين كان في حصار المدينة ان لا يفسدوا زرعا ولا غيره .

وحدث بعض أصحابنا ان شيخا من شيوخ القيروان بعث ابنا له يرتاد مزرعة كانت له بقرب منزل عسكر ابى الخطاب فقال يا بنى : أذهب وانظر هل بقى في مزرعتنا شئ قال : فخرج الغلام إلى المزرعة فوجدها سالمة لن ينلها فساد ، فرجع الغلام إلى أبيه فأخبره ، فعجب لذلك وعجب الناس لعدل ابى الخطاي وسيرته وطاعة أصحابه له فيما يامرهم به وينهاهم عنه . وكان من مقالة الشيخ المذكور اذ ذاك لمن حضره من أهل القيروان : أتظنون ان ابا الخطاب يشبه من ولي عليكم قبلة دنيا وفضلا ؟ وأن سيرتهم كسيرته حسنا وعدلا ؟ كلا والله . أين مثل أبى الخطاب في سيرته وعدله وفضله !

مخ ۳۱