طبقات مشایخ په مغرب کې
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
ژانرونه
أبو ميمون تصدق فيه فراسة أمه ذكر جماعة من الشيوخ أنه كان بجبل نفوسة بايجطال امرأتان ولكل واحده منهما ابن صغير فسألت كل واحده منهما الأخرى ما ظنك بابنك وما ترين فيه؟ فقالت إحداهما: أراه أن يكون عالما، وقالت الأخرى: أراه أن يكون عابدا، فسألت كل واحدة منهما صاحبتها بماذا استدللت على ما قلت؟ فقالت أم العابد: أرى ذلك لأني إذا كنت في الصلاة سكن وترك البكاء والتنغيص، فإذا خرجت من الصلاة واشتغلت بغيرها أكثر البكاء والتنغيص، فقالت الأخرى: أرى ذلك لأني إذا شهدت مجالس الذكر والعلم سكن واطمأن قلبه لذلك ولم يتحرك، وإذا كنت في غيره أكثر البكاء والقلق، فصدقت فراسة كل واحدة منهما فكان العالم منهما أبو ميمون المذكور قيل وكانت حلقة تجتمع على أبي ميمون يدرسون العلم ويأخذون السير إذ خطر ببال أبي ميمون أن ينظر في التزويج من بلد غير بلده، فمضى ومضى معه تلامذته وهم متمادون على دراستهم واجتهادهم ولم يغتروا في مقام، ولا في رحيل فتزوج أبو ميمون وابتنى بامرأته فكان التلامذة مواظبين على درسهم عاكفين على عزمهم.
وذكر أن زوج الشيخ قالت: لما رأيتهم أقبلوا أبصرته أقصرهم قامة، فلما حلقوا عليه وأقبل كل واحد منهم يسأل والشيخ يجيب، رأيت حينئذ الشيخ أطولهم أعظمهم.
مخ ۸۷