طبقات مشایخ په مغرب کې
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
ژانرونه
عبدالله طالب الحق وأبو حمزة الشاري ومنهم طالب الحق عبد الله بن يحيى وأصحابه الشراة كأبي حمزة ومن معه من أولئك الشراة -رحمه الله- أما ابن يحيى فنعم الإمام، الداعي إلى نصرة دعوة الإسلام غير ما كان حدث من الجور حتى عاد به العدل على الكور بعد الحور، فانمحت به ظلم الظلم، فلم يبق حوله إلا داع إلى الإسلام أو السلم كان أسدا في نجدة، وشجاعة في دين الله وخشية لله وطاعة، والبحر جودا وعلما، والطود سموا وصيانه وحلما، وأما أبو حمزة فأشد في الحرب، المستعد للطعن والضرب، ليث في الهيجاء إن ركب، وغيث في الآراء إذا وهب، وبحر عجاج إذا وعظ واختطب، الحصر يعدوه قصر أو أسهب، ذو رفق ولين لأولياء الله المتقين، وذو غلظة على المشاقين، وجميع إخوانهما على هذه الطرائق متخلقون بمحمود الخلائق، ليس من الكل إلا جاهد أو مجاهد، مخالف الأرق ساهد قاطع ليله في الهجود، بالركوع والسجود وتلاوة القرآن والضراعة إلى الرحمن والحراسة في سبيل الله، وكف أعداء الله منفد أيام العمر في إحياء العلوم، ونجدة المظلوم، ومحو ما ارتسم للباطل من الرسوم، هجروا في سبيل الله الأوطان والمال، وربوا بأنفسهم على اتخاذ النشب والمال وآثروا أولياء الله، وقاتلوا أولياء الشيطان وشرفوا أنفسهم ابتغاء الرضوان فلم يلتفتوا إلى زهرة الحياة الدنيا حتى فارقوا ثوب المحيى فودع كل منهم حميدا وأقل بعيدا(1) وسأثبت ما بلغني من أخبارهم على أنها نبذ من بعض آثارهم.
مخ ۵۲