121

طبقات مشایخ په مغرب کې

طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني

ژانرونه

قال ثم إن عبيد الله اتبع أبا بلال وأصحابه يحبسهم، فحبس مرداسا فرأى صاحب السجن شدة اجتهاده وحلاوة منطقه فقال: إني أرى مذهبا حسنا وإني لأحب أن أوليك معروفا أفرأيت أن تركتك تنصرف إلى بيتك ليلا أتروح إلي؟ قال: نعم فكان يفعل ذلك فلج عبدالله في قتلهم وحبسهم. فكلم في بعضهم فأبى. وقال اقمعهم قبل أن ينجموا كلام هؤلاء أسرع إلى القلوب من النار إلى اليراع"5" قال: فلما كان ذات يوم قتل رجل منهم رجلا من الشرط فقال ابن زياد: ما أدري ما أصنع بهؤلاء كلما أمرت رجلا يقتل رجلا منهم فتك بقاتله، لأقتلن من في حبسي منهم، وقد أخرج السجان مرداسا إلى منزله كما كان يفعل، وأتى مرداسا الخبر، فلما كان السحر تهيأ للرجوع فقال له أهله: اتق الله في نفسك فانك إن رجعت قتلت. فقال: ما كنت لألقى الله غادرا، فرجع إلى السجان فقال: أني علمت ما عزم عليه صاحبك فقال: أو علمت ورجعت؟!

قال ويروى إن مرداسا مر بإعرابي هنأ بعيرا فهرج البعير فسقط مرداس مغشيا عليه، فظن الأعرابي أنه صرع، فقرأ في أذنه، فلما أفاق قال له الأعرابي أني قد قرأت في أذنك فقال مرداس: ليس في ما خفته علي، ولكن رأيت بعيرك هرج من القطران، فذكرت به قطران جهنم، فأصابني ما رأيت، فقال له: لا جرم، والله ما فارقتك.

مخ ۱۸