إن العقيدة القومية الاجتماعية ما هي بعقيدة تحريض، وأبناؤها لا يكلون إلى سواهم أمر القتال، بل هم يتولون بأرواحهم الدفاع عن إيمانهم.
وفي مقابر بيروت رفات، تحركت وانتقلت، لتنبئ الناس عن الإيمان الذي ليس بين معتنقيه خاصة وعامة، وعن الأبطال الذين لا يحرضون بل يبدءون بنفوسهم، بدلا من أن يقصروا همهم على التحريض والتغني الخامل بذلك الذي قال منذ أكثر من ألف عام: «أبدأ بنفسي.»
هذا النادي
هل لك في هذه الدنيا صديق؟ إن كان جوابك نفيا فالذنب ذنبك؛ إذ إنه ليس من المعقول أن لا يكون بين ملايين البشر من يستحق إخاءك، ولعل أدق موازين النجاح في الحياة كثرة الأصدقاء أو قلتهم، وإن من مظاهر العفن في التفكير، والمرض في النفوس، شيوع هذه الأمثال عن استحالة وجود الصديق.
غير أن الميدان الضيق الذي يحبس نشاط المرء من: جوار، ومهنة، وعائلة، وجبهة عمل - لا ييسر له أن يظفر إلا بعدد من الأصدقاء هو، مهما كثر، يبقى ضئيلا إذا قيس بعدد مواطني الأمة.
وتولد العقيدة القومية الاجتماعية، وليس لها اليوم في لبنان سقف يظللها؛ فتوفر فورا لمعتنقيها ألوفا وألوفا من الأصدقاء، رجالا ونساء، من كل الطوائف، ومن كل المدن والقرى، ومن كل الطبقات؛ فيشعر المؤمن بها وقد صار رفيقا، أن القلوب فتحت له، وأنه حين أذاب نفسه في هذه الموجة ارتفع معها في قوة وكبر.
وفي بيروت بعض أندية، كثيرا ما شمخ روادها بأنهم من أعضائها، وفي لبنان ناد ليس له رسوم للدخول فيه، وليس له من طقوس، هو بدون ريب أقوى الأندية، وأشرفها وأكثرها عدا، وأنبلها روحية. ناد يسهل لك إخاء الألوف والألوف، كل ما تحتاج إلى الانضمام إليه، أن توسع آفاقك؛ فتدرس منهاجه، وتعتبر بالخدمة التي أداها ويؤديها للوطن، هذا النادي - نادي القومية الاجتماعية - لن يفتح لأحد أبوابه؛ لأن ليس له أبواب، هذا النادي يصبح ملكك حين تصبح ملكه، وأن نشاط الحياة العادي، الذي يقصر خطواتك على الشوط القصير، وصداقتك على الأشخاص القليلين، يفتح أمامك جبهة لا حدود لها، ويشد يدك إلى أيد غفيرة العد، حين تشرفك الحياة بأن تمسي من رفقاء أبناء الحياة.
وإن كنت تحسب أنك من العلو بأنك تنخفض حين تواكب بائع الجرائد وماسح الأحذية، فاذكر إن خفق الأجنحة التي تسمو بالطير عن صعيد البسيطة هي حركة عنف تصل مرتفعا بمنخفض ؛ فإذا هنالك لا انخفاض ولا ارتفاع.
الجاهل الثاني ...!
يريدون نقاشا علميا.
ناپیژندل شوی مخ