ما أنا بالمتمرد على القوانين، ولا بالذي يعصاها.
ما دامت السلطات لا تعترف بالحزب السوري القومي الاجتماعي؛ فما أنا من أعضائه.
غير أن الحكومة أصدرت مرسوما يحل الحزب، ولا يحل العقيدة - وهذا هو الإيمان الذي لا يسجن ولا يسحق.
لقد أنفقت، بعد عودتي من المهجر، ما يقرب من سنوات أربع أدرس الناس - أعمالهم لا أقوالهم. وظفرت بصداقات حميمة مع قادة أحزاب وجماعات، ورجال عاديين وغير عاديين، ورسميين وغير رسميين، من مختلف الثقافات، والغباوات، والادعاءات، والطبقات والطوائف.
وحدقت بهذه المواكب السائرة على الدروب ببصر جهدت أن يكون متجردا.
فرأيت المواطنين وقد صاروا يكالون أحمال بوسطات، ويستعملون كطوائف النور - للرقص، للحدا، للقواص، للفرجة.
وأصغيت إلى المصلحين يحركون ألسنة تنطلق بالحلاوة، فيما تبطنها السموم.
ولمست الرجعية في معسكرين تعاهدا في ميثاق، هو في جوهره خيانة في التفكير؛ إذ إنه اعتراف بأننا أمتان لا أمة واحدة.
وتطلعت إلى هذا الكرنفال يمثل فيه الحواة والمشعوذون والمهرجون، وتحلق في هوته الخفافيش، وتروج فيه البضائع المغشوشة من مخلفات الاستعمار، ومن مصانع الزيف التي شيدت أخيرا.
واعتبرت كيف نعمت الحياة وترهلت العقائد! وكيف صبغ الجهل - الطائفية من عناصره - والجشع (الترف من أسبابه) كل عمل وكل تفكير!
ناپیژندل شوی مخ