عند الوداع أبي الحسن المدائني قال الحسن أحمر وقد تضرب فيه الصفرة مع طول المكث في الكن والتضمخ بالطيب كما تضرب بيضة الإدحي واللؤلؤة المكنونة وقد شبه الله عز وجل فى كتابه فقال كأنهن بيض مكنون وقال الشاعر كأن بيض نعام فى ملاحفها إذا اجتلاهن قيظ ليلة ومد لون ورد كسا البياض احمرارا وقال آخر مروزى الأديم تغمره الصفرة حينا لا يستحق اصفرارا وجرى من دم الطبيعة فيه لون ورد كسا البياض احمرارا وإنما تتزين المرأة لتعزز إرادة غيرها في طلبها
وليست الزينة التى تراد للإغراء بالقبول كالزينة التى تراد للإغراء بالطلب فإن الفرق بينهما هو الفرق بين
الإرادة والانقياد وبين من يريد ومن ينتظر أن يراد ولا يفوت ابن عبد ربه أن يحدثنا عما يكتب على العصائب من شعارات الحب والهيام وما يعترى المحبين من شحوب ونحول
وأخيرا يعرض علينا لحظات الوداع والفراق وما يصحبها من
عبرات تبعث الأسى وأنفاس حارة ودموع دامية وخوف ألا يكون لقاء حيث يفتضح العاشق في يوم الرحيل عفوا إن كنت أطلت وأرجو ألا أكون قد أثقلت ولا أقول وداعا ولكن إلى لقاء في الباب القادم بعد أن تستمتع بهذا الباب
مخ ۱۱۶