٣ - أمينٌ على الحرية، كأنَّه خُلِق وحده على سطح هذه الأرض، فلا يعارضه معارض فيما يخصُّ شخصه من دينٍ وفكرٍ وعملٍ وأمل.
٤ - أمينٌ على النفوذ، كأنَّه سلطانٌ عزيز، فلا ممانع له ولا معاكس في تنفيذ مقاصده النافعة في الأمة التي هو منها.
٥ - أمينٌ على المزيّة، كأنَّه في أمَّةٍ يساوي جميع أفرادها منزلةً وشرفًا وقوةً، فلا يفضل هو على أحد ولا يفضل أحدٌ عليه، إلا بمزيّة سلطان الفضيلة فقط.
٦ - أمينٌ على العدل، كأنَّه القابض على ميزان الحقوق، فلا يخاف تطفيفًا، وهو المثمّن فلا يحذر بخسًا، وهو المطمئن على أنَّه إذا استحقَّ أن يكون ملكًا صار ملكًا، وإذا جنة جنايةً نال جزاءه لا محالة.
٧ - أمينٌ على المال والملك، كأنَّ ما أحرزه بوجهه المشروع قليلًا كان أو كثيرًا، قد خلقه الله لأجله فلا يخاف عليه، كما أنَّه تقلع عينه إنْ نظر إلى مال غيره.
٨ - أمينٌ على الشف بضمان القانون، بنصرة الأمة، ببذل الدم، فلا يرى تحقيرًا إلا لدى وجدانه، ولا يعرف طمعًا لمرارة الذُلِّ والهوان.
أما الأسير -ولا أُحزن المطالع بوصف حالته- فأكتفي بالقول: إنَّه لا يملك ولا نفسه، وغير أمينٍ حتى على عظامه في رمسه، إذا وقع نظره على المستبدِّ أو أحد من جماعته على كثرتهم يتعوَّذ بالله، وإذا مرَّ من قرب إحدى دوائر