Ta'azim Allah: Reflections and Poems
تعظيم الله ﷻ «تأملات وقصائد»
خپرندوی
مدار الوطن للنشر
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
د خپرونکي ځای
الرياض - المملكة العربية السعودية
ژانرونه
السؤددَ الذي يليقُ بالإنسانِ، للرسولِ ﷺ منه الحظُّ الأكبرُ والنصيبُ الأوفرُ، وأما السؤددُ الكاملُ على الحقيقةِ فهو للهِ؟ ... فالرسولُ ﷺ لحمايَتِه جنابَ التوحيدِ، ولحرصِه على ألا يحصلَ غلوٌّ يُؤَدِّي إلى محذورٍ أرشدَ ﵊ وبيَّنَ أن السيدَ هو اللهُ وأن السؤددَ الحقيقيَّ إنما هو للهِ - (١).
وكان النبيُّ ﷺ يعظمُ اللهَ تعالى من خلالِ تدبرِ آياتِ القرآنِ، وكان ﷺ يخشى من نزولِ العذابِ على هذه الأمةِ ففي صحيحِ البخاريِّ من حديثِ جابرِ بن عبدِ اللهِ ﵄ قالَ: لمَّا نزلت هذه الآية: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ﴾ قال رسولُ اللهِ ﷺ: «أعوذ بوجهِك». قال: ﴿أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾ قالَ النبيُّ ﷺ: «أعوذُ بوجهِكَ» قال: ﴿أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَاسَ بَعْضٍ﴾ قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: «هذا أهونُ أو هذا أيسرُ» (٢).
وكان غ إذا رأى غيمًا عُرِفَ في وجْهِه، قالت عائشةُ: يا رسولَ اللهِ! الناسُ إذا رأوُا الغيمَ فَرِحُوا، رجاءَ أن يكونَ فيه المطرُ، وأَراكَ إذا رأيتَ غَيْمًا عُرِفَ في وجْهِكَ الكراهَيَةُ! فقال: «يا عائشةُ! وما يُؤَمِّنني أن يكونَ فيه عذابٌ؟ قد عُذِّبَ قومٌ بالريحِ، وقد رأى قومٌ العذابَ فقالوا: ﴿هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا﴾ [الأحقاف:٢٤]» (٣).
وكان ﷺ من تعظيمِه لربِّه يتأثرُ بالآياتِ التي يخوفُ اللهُ بها عبادَه فعن عبدِ الله بن عمرِو ﵁ قال: انكسَفَتِ الشمسُ يومًا على عهدِ رسولِ اللهِ ﷺ،
(١) انظر شرح سنن أبي داود للشيخ عبد المحسن العباد (٢٧/ ٤٤٦)، ط. الموسوعة الشاملة. (٢) رواه البخاري (٤٢٦٢)، والترمذي (٢٩٩١). (٣) رواه البخاري (٤٤٥٤)، ومسلم (١٤٩٧).
1 / 95