111

Ta'azim Allah: Reflections and Poems

تعظيم الله ﷻ «تأملات وقصائد»

خپرندوی

مدار الوطن للنشر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

د خپرونکي ځای

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

وقد قال الله تعالى في وصفِ كتابِه: ﴿لَوْ أَنزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾ [الحشر:٢١]، فإذا كانَ هذا تأثيرُ القرآنِ على الجبالِ، فكيفَ يكونُ تأثيرُه على قلبِ المؤمنِ؟ قال جعفرُ: «سمعتُ مالكَ بن دينارٍ قرأَ: ﴿لَوْ أَنزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ ..﴾ الآية، ثم قالَ: أقسمُ لكم لا يؤمنُ عبدٌ بهذا القرآنِ إلا صُدِعَ قلبُه» (١). وعن ثابتٍ البنانيِّ أنه قرأ: ﴿الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ﴾ [الهمزة:٧]، قال: تأكلُه إلى فؤادِه وهو حيٌّ، ثم بكَى وأبكَى من حَوْلَه (٢). ٤ - التفكرُ في آلاءِ اللهِ وعظيمِ نعمِه: قال ابنُ القيمِ: «فجديرٌ بمن له مُسْكَةٌ من عقلٍ (٣) أن يسافرَ بفكرِهِ في هذه النعمِ والآلاءِ، ويكررُ ذكرَهَا، لعلَّه يوقِفُه على المرادِ منها ما هو، ولأيِّ شيءٍ خُلِقَ، ولماذا هُيِّئَ، وأيُّ أمرٍ طُلِبَ منه على هذه النعمِ، كما قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الأعراف:٦٩]، فَذِكْرُ آلائِه ﵎ ونعمِه على عبدِه سببُ الفلاحِ والسعادةِ لأن ذلك لا يزيدُه إلا محبةً للهِ وحمدًا وشكرًا وطاعةً» (٤). ٥ - التأملُ في ملكوتِ السمواتِ والأرضِ: وهذا أيضًا من أعظمِ وسائلِ تعظيمِ اللهِ تعالى، وقدْ ربطَ القرآنُ بين هذا

(١) الحلية (٢/ ٣٧٨). (٢) السابق (٢/ ٣٢٣). (٣) مسكة من عقل: بقية. (٤) مفتاح دار السعادة (١/ ٢٢٩).

1 / 114