أما أن تظل نفس الإنسان الذي كنته حتى الآن، أن تتمزق وتتشوه في هذه الحياة التي تحياها، فهو مجرد حرص بليد على الحياة، أشبه بحال المجالدين
gladiators
الذين أكلت الوحوش نصف أبدانهم وهرستهم وسربلتهم بالدم، ولا يزالون يتوسلون للإبقاء على حياتهم إلى اليوم التالي رغم أنهم في اليوم التالي سيتعرضون في نفس الحالة إلى نفس المخالب والأنياب.
تشبث إذن بهذه النعوت. وإذا أمكنك البقاء فيها فابق كما لو أنك نقلت إلى فردوس ما؛ «جزر السعداء».
3
أما إذا أحسست أنك تسقط وتفقد اتزانك فالجأ بنفس راضية إلى ركن ما حيث تستعيد توازنك. وإلا فاجعل لك مخرجا عاجلا من الحياة، لا بانفعال بل ببساطة وحرية وتواضع، جاعلا هذا الرحيل إنجازا واحدا مشرفا في حياتك على أقل تقدير.
4
وسوف يعينك كثيرا على تذكر هذه النعوت أن تتذكر الآلهة، وتتذكر أنها لا تريد منا التملق الذليل بل تريد لكل الكائنات العاقلة أن تصبح على صورتها الخاصة؛ تريد لشجرة التين أن تؤدي عمل شجرة تين، وتريد للكلب عمل كلب، وللنحلة عمل نحلة؛ وتريد من الإنسان أن يؤدي العمل الصحيح لإنسان. (10-9) الفارس (الهزل)
farce ، والحرب، والسعار، والبلادة، والعبودية!
5
ناپیژندل شوی مخ