وتعني باليونانية «العبد». وقد تركت فيه فترة العبودية من حياته آثارا سيئة؛ عرجا دائما واعتلالا صحيا عاما.
تعلم إبكتيتوس الفلسفة وسط العبودية والبؤس. وتعلم أن يتحرر أخلاقيا قبل أن يتحرر رسميا، ومن أقواله: «لا تقل إني مشتغل بالفلسفة فهذا غطرسة وتوقح، بل قل إني مشتغل بتحرير نفسي.» وبعد أن نال حريته قام بتدريس الفلسفة في روما حتى عام 91م، عندما أمر الإمبراطور «دوميتيانوس» بطرد الفلاسفة من إيطاليا لأنهم كانوا ينتقدون حكم الإمبراطور الإرهابي ويشكلون قوة معنوية تقف في وجه العرش الإمبراطوري، فهاجر إلى نيكوبوليس
Nicoplois
في الشمال الغربي لليونان، وفتح بها مدرسة فلسفية كان الشباب الروماني الأرستقراطي يفد إليها ليتعلم من العبد الذي سعى إليه المجد على كره منه، وعلا شأنه لدى رجال البلاط في روما.
لم يكتب إبكتيتوس بنفسه أي كتاب في الفلسفة، وإنما يعود الفضل إلى تلميذه «أريانوس»، وكان من قادة الجيش الروماني وحاكما على «كبادوكيا»، في حفظ أقوال إبكتيتوس، فكتب كتابا أسماه «المذكرات» أو «محادثات إبكتيتوس»
Discourses (Entretiens)
بقي لنا منه أربعة أبواب، ونشر كتابا اسمه «الموجز» أو «المجمل» أو «الكتيب»
Manual
اختصر فيه فلسفة إبكتيتوس اختصارا قويا متقنا.
عرف إبكتيتوس كيف يلائم بين الرواقية القديمة وبين الطبع الروماني العملي وحاجات العصر الجديد، فآثر الصياغة القصيرة المحكمة للخواطر الأخلاقية، وأعرض عن الخوض في الطبيعيات؛ لأنها مما يصعب إدراكه، فضلا عن أنها قليلة الغناء؛ لأن غاية الفلسفة عنده ليست البحث في العلل الأولى بل إصلاح النفس وتزكية الروح.
ناپیژندل شوی مخ