ورځ پسې تأمل: ۲۵ درسونه د پوره پوهاکې ژوند کولو لپاره
تأمل يوما بعد يوم: ٢٥ درسا للعيش بوعي كامل
ژانرونه
الفصل العاشر
أن نرى كل هو مخفي
إنها تحدثنا، تهمس لنا، لكن ماذا تقول؟ يجب التوقف للحظة كي نستطيع أن ننصت إليها، إلى همساتها. ثم يجب محاولة فهمها.
علينا التوقف قليلا لمراقبة التنفس، ثم الغوص في تأمل هذه الأشياء الموجودة في لوحة الطبيعة الصامتة هذه. «طبيعة صامتة»، ما هذا التعبير الغريب؟! إنه يعرف أيضا ب «الطبيعة الساكنة» وهذا أقرب إلى الحقيقة. فهذه اللوحة تظهر حياة صامتة، هادئة، مفعمة بالارتياح. وتدعونا إلى الانضمام إليها. إنها تدعونا إلى التوقف للحظة في هذا العالم المليء بالحركة، هذا العالم النفعي لأنها حياة دون حركة، فهي حياة لا نفع منها. لا نفع منها؟! هل لأنها لا تظهر إلا ما هو عادي ومألوف؟
إنها في الحقيقة تظهر لنا ما هو مألوف، ذلك الذي اعتدنا عدم النظر إليه.
لوحة «كوب ماء وركوة قهوة» (1761 تقريبا) لجان-باتيست شاردان (1699-1779)، وهي لوحة زيتية على القماش، بأبعاد 0,325 × 0,413 متر، متحف كارنيجي للفنون، بيتسبيرج.
وإذا نظرنا، فإننا سنجد البساطة بكل حالاتها. هناك حضور كثيف في هذا الجماد. فإذا نظرنا إليه، سنجد أنه ذو أهمية، رغم كونه لا يضيء، لا يتحرك، لا يهتز، ولا يصدر ضجة. سنجد جمالا وذكاء أيضا، وحتى إننا نستطيع أن نرى نعمة البساطة فيه. إنه متاح وحاضر.
أتذكر حديثا لي مع راهب زن كان يوصيني باحترام كل جماد. لكن ما هو الجماد؟ إنه كان يقول لي: «ذلك الذي لا يصرخ عندما نضربه.» إنه كل تلك الأشياء والأغراض التي لا تصرخ أبدا، لكن التي تتحدث أحيانا.
ابحث في كل هذه الأشياء البائسة والمبتذلة في الحياة الريفية، تلك الأشياء الموضوعة جانبا، أو الملقاة والتي لا ينتبه إليها النظر عادة. تلك الأشياء التي لا تثير بوجودها الانتباه، هي ذات طبيعة جامدة، لكنها قد تصبح مصدرا لسعادة غريبة، وصامتة، ولا حدود لها.
هوجو فون هوفمانستال، «رسالة اللورد شاندوس»
ناپیژندل شوی مخ