ورځ پسې تأمل: ۲۵ درسونه د پوره پوهاکې ژوند کولو لپاره
تأمل يوما بعد يوم: ٢٥ درسا للعيش بوعي كامل
ژانرونه
إن المشاعر المضنية هي المصدر الذي يفعل الأفكار السلبية؛ إنها تعطي هذه الأفكار قوتها وتساعدها على أن تكون أكثر صلابة. إن قبول مشاعري كما هي يسمح لي بتفكيك الطاقة التي تمارسها على الأفكار وتدفعها أمامها متخفية. وهكذا أستطيع بسهولة أكبر مراقبة وتحليل أفكاري الغاضبة لو أنا أدركت وقبلت أولا حالة الغضب التي تنتابني الآن، وأستطيع التفكير بالتداعيات المقلقة حين أعترف لنفسي وأقبل حالة القلق. أما إذا بقيت أقول لنفسي: «لا، أنا لست غاضبا، وما يحدث ليس مقبولا.» أو: «لا، أنا لست قلقا، إن ما يهددني حقيقي.» عندها لن أستطيع التعامل مع أفكاري. وما دام الذهن لا يعدها أفكارا، وإنما هي الحقيقة، فمن سيعترض على ما هو حقيقي وبديهي؟!
إعطاء أنفسنا الوقت كي نشعر
علينا إذن أن نمرن أحاسيسنا؛ ليس من أجل إلغائها، وإنما مراقبتها. نستطيع، مثلا، عندما ننتقل كل يوم من نشاط إلى آخر ونحن متعجلون ومنهكون، أن نأخذ قليلا من الوقت، عدة مرات كل يوم، كي نشعر بما يحدث داخلنا؛ علينا أن نخلق حالة من التواصل مع حالتنا العاطفية. نستطيع أيضا أن نستفيد من فترات الانتظار كي ندرك ذاتنا. قد يكون ذلك أفضل من قضاء هذا الوقت في حالة من غياب إدراك الذات، غائبي الذهن، منفصلين عن ذواتنا وأرواحنا، ونحن في مكان آخر نتلهى بالقيام بالأعمال، أو بالاجترارات الذهنية.
الأولوية للهدوء والراحة ومن ثم علينا الاعتياد أولا على حالة هادئة وفضولية من الاستبطان الداخلي. ومن ثم عندما نكون في حالة معاناة؛ حزانى، أو غاضبين، أو قلقين، أو تعساء، يجب ألا نحاول تغيير ما نشعر به، وألا نحاول مواساة أنفسنا أو تهدئتها. ليس فورا، وإنما يكفي أن نكون مدركين لما نشعر به. علينا أن نتنفس بشكل جيد، وألا «نسعى» وراء شيء آخر غير التمسك بتنفسنا، ومراقبة ما يحدث. التنفس، الحضور، الوعي الكامل؛ إنها كضوء القنديل في العتمة. نستطيع أن نرى أين نحن ولو كان الوقت ليلا. وأحيانا، وهذا ما قد يفاجئنا، إننا بقبول أحاسيسنا المؤلمة، بالاكتفاء بقبولها وهي تعبرنا، سنكتشف أن ما يحدث يشبه عبورنا للغيمة؛ ففي النهاية، نجد أن لا شيء صلب داخلها، وعندما نخرج ستنير الشمس من جديد.
الوعي الكامل للمشاعر
لن تكون مشاعرنا، حتى المؤلمة منها، تلك «النباتات الضارة» التي تعرش في أذهاننا. إنها أيضا جزء من النظام البيئي لحياتنا النفسية. لهذا لن يكون قبولها ممكنا وحيويا إلا إذا قمنا في نفس الوقت بإدراكها وفهم آليات تأثيرها القوية والمتخفية. إنها تسعى بشكل طبيعي إلى فرض نفسها علينا. إذن يجب التصرف حيال تأثيرها علينا، وليس حيال وجودها الطبيعي داخلنا. لهذا فإن هدف ما نسميه في علم النفس «التنظيم العاطفي» لا يعتبر الوصول إلى الفراغ، أو الهدوء، أو الزن. ليس فورا على كل حال، وليس بشكل مباشر. وإنما الهدف منه هو الإدراك والوضوح.
يوجد في الوعي الكامل «مهارتان» أساسيتان كي نستطيع السير نحو التوازن العاطفي؛ تقتضي الأولى أن نخلق مساحة داخلية تسمح لنا أن نكون حاضرين في اللحظة الحاضرة. أما الثانية فهي أن علينا تلقي واستقبال هذا الحضور كما هو؛ أن ندعه يوجد. كي نتجاوز ألما أو انزعاجا ما، يجب أولا أن نقبل بوجودهما داخلنا. إننا لا نستطيع ترك مكان ما لم نقبل قبلا أننا وصلنا إليه. ولن نستطيع التخلص من معاناة ما لم نعترف بها أصلا.
بهذه الطريقة فقط، نستطيع في لحظات المعاناة العاطفية أن نستمع وأن نؤمن بما نقوله لأنفسنا من كلام يريحنا. كأن نخاطب أنفسنا قائلين إن ذلك ليس بذي شأن وإن هذه الفترة الصعبة ستمر بخير ... إلخ. وذلك لن «ينجح» إلا إذا قبلنا المشكلة كما هي بشكل كامل، فلا نبقى في حالة رفض لوجودها («لا يمكن ذلك، هذا ليس عدلا»).
لا تنمو بذور الطمأنينة إلا على أرض تجلي الوعي، وليس على الإنكار والكذب على الذات. ولكي يكون الكلام المطمئن مطمئنا فعلا، يجب أن نعطي الوقت الكافي لتلقيه، للإنصات إليه، والشعور به، وحتى عيشه. علينا أن ندعه يحيا داخلنا. بالضبط كما فعلنا قبلا مع مشاعرنا المؤلمة، علينا، بالتأكيد، أن نعطي مساحة أيضا للمشاعر الإيجابية لأن ذلك ليس مستحيلا. «الدرس السادس»
عندما أكون في حالة اضطراب، ارتباك أو قلق، من المهم ألا أحاول التفكير أو الانشغال بأمر آخر ظانا أن ذلك سيحررني ويريحني. بالعكس، فإذا كان لدي قليل من الوقت، يجب أن أراقب ما يحدث داخلي. ما هي العاطفة التي تسكنني؟ بأي اتجاه تدفعني؟ يبدو ذلك سهلا، لكن في الحقيقة ليس الأمر بهذه السهولة؛ فكما في حالة أفكارنا، تسعى مشاعرنا أيضا لفرض نفسها علينا. إنها لا تقدم نفسها على أنها ظواهر نسبية، وإنما تريد فرض ذاتها على أنها بديهيات، حقائق لا تقبل النقاش. إذن يجب ألا أحاول تغيير ما أشعر به أو أسعى جاهدا أن أهدئ من روعي أو أواسي نفسي. وإنما يكفي أن أكون حاضرا. ويجب أن أتنفس بشكل جيد ومريح؛ فلا «أسعى» وراء شيء آخر غير التمسك بتنفسي مراقبا ما يحدث داخلي.
ناپیژندل شوی مخ