ورځ پسې تأمل: ۲۵ درسونه د پوره پوهاکې ژوند کولو لپاره
تأمل يوما بعد يوم: ٢٥ درسا للعيش بوعي كامل
ژانرونه
علينا أن نتوقف، ونغمض عيوننا وننصت. لنتلقى كل الأصوات حولنا؛ المرغوبة منها (غناء عصفور) وغير المرغوبة (ضجيج محرك). وأيضا تلك الأصوات داخلنا؛ المريحة (صوت تنفسنا)، والمزعجة (طنين الأذن، وصوت أمعائنا). ليس الهدف من تمارين الوعي الكامل السمعي هذه الشعور بالراحة بشكل مباشر، وإنما أستطيع القول إن الهدف منها هو فتح رؤيتنا على هذه العوالم الصوتية حولنا، وما تحدثه لدينا من مشاعر وأفكار وانفعالات، وبالتأكيد الاستمتاع بالصمت.
الفصل الخامس
أن نراقب أفكارنا
لقد توقف هذا الرجل الذي كان يتنزه، وتوقف حينها صوت الأوراق اليابسة التي كان يطؤها، الصوت الذي كان يهدهد سيره. أخذ يراقب بركة الماء أمامه وهو يقول لنفسه: يبدو أنها أمطرت كثيرا في الآونة الأخيرة، فالأرض لم تعد تستطيع استيعاب المزيد من الماء؛ لهذا تركت ما تبقى منه ينتظر بعض الوقت على السطح. إنها كصاحب فندق مزدحم يطلب من زبائنه الانتظار.
لوحة «الانعكاس (كيف تبدو روحك؟)» (1996) لبيتر دويج (1959-)، وهي لوحة بأبعاد 2,80 × 2,00 متر.
لقد توقف وأخذ يقول لنفسه ... أو بالأحرى هو لا يقول شيئا؛ إن ذهنه هو الذي يثرثر: «جميلة هي كل هذه الألوان.» «يبدو أن بعضها بدأ يتعفن.» «هل سيتلف حذائي إذا مشيت في بركة الماء؟» «كنت أفعل ذلك عندما كنت صغيرا، لكنني كنت أنتعل أحذية من المطاط.» «كم الساعة الآن يا ترى؟» «في يوم من الأيام سأموت مثل هذه الأوراق.» «لقد أحسنت صنعا أنني لبست المعطف الطويل؛ فالطقس بارد، ولقد جاء الشتاء مبكرا هذه السنة ...» ثم بالتدرج سيهدأ داخله، وتهدأ هذه الأفكار المتدافعة، وينتبه إلى تنفسه ثم إلى جسده، ثم تلفت انتباهه، من جديد، ورقة آخذة بالتعفن. ينظر إليها، ثم إلى كل الأوراق اليابسة أمامه. ليس لديه أية رغبة في المغادرة. إنه يبقى ساكنا كما هو. ومن وقت لآخر تعبر أفكار ذهنه؛ إنه يسمعها في نفس الوقت الذي يراقب فيه الأوراق العديدة. إنه حاضر لكنه ينفصل بمسافة عن كل هذا. فكرة تهمس له: «أفكارك مثل هذه الأوراق، يوجد كثير منها، من كل الأنواع، دعها تأتي وتذهب بسلاسة، هذا جيد. إن هذه اللحظة لرائعة!»
ثم، يأتي صمت الأفكار، ونفس اللحظة الأبدية.
هناك عمليتان لا يمكن للإنسان إيقافهما ما دام هو حيا؛ تنفسه، وتفكيره. في الحقيقة، إننا نستطيع إيقاف تنفسنا فترة زمنية أطول من قدرتنا على إيقاف أفكارنا. ومن ثم، فإن هذا العجز عن إيقاف أفكارنا هو قيد مخيف.
جورج ستاينر، «عشرة أسباب (ممكنة) للأفكار الحزينة»
ثرثرة روحنا
ناپیژندل شوی مخ