ورځ پسې تأمل: ۲۵ درسونه د پوره پوهاکې ژوند کولو لپاره
تأمل يوما بعد يوم: ٢٥ درسا للعيش بوعي كامل
ژانرونه
وحالما ننطق بالكلام، نترك حينها التجربة الحسية، فلا نوجد في عالم الأصوات، إننا نتركه لندخل عالمنا الذهني. لا مشكلة في الأمر، حتى إن ذلك ضروري وأحيانا حيوي. فأن نشعر فقط، ليس ذلك كافيا؛ فيجب أن نفهم أيضا. لكن من المهم أيضا أن نفهم ما يحدث داخلنا، كما هو الحال بالنسبة لكل التداعيات التلقائية لذهننا، والتي يجب أن نتجاوزها لنعود إلى الإنصات الحيادي والمتلقي للحياة. فالعودة إلى الإنصات في حالة الوعي الكامل قد تمكننا أحيانا من إدراك «ما هو غير مسموع»؛ ذلك الذي لم نسمعه قط لأننا لم نكن ننصت فعلا.
التلقي الهادئ للأصوات
عندما يكون الصوت موضوع اهتمامنا في حالة الوعي الكامل، نحرص على تلقي كل الأصوات. سنقاوم في البدء رغبتنا في تصفية ما نتلقى («تبا، تشتتني هذه الضجة، فسأحاول ألا أفكر بها»)، والحكم عليه (إنهم مزعجون؛ هؤلاء الذين يحاولون تسخين محرك سيارتهم بالضغط على دواسات السرعة). أذكركم أن حالة الوعي الكامل ليست حالة استرخاء (الاسترخاء يحتاج إلى الصمت والهدوء)، وإنما هي نوع من التأمل (الذي يسعى إلى تطوير إدراك هادئ للعالم). إننا نستطيع ممارستها حتى بوجود ضجة، وحتى لو كنا لا نفضل ذلك، يجب تعلم كيفية القيام به.
نتمرن في حالة الوعي الكامل على إعطاء اهتمامنا للأصوات ببساطة، لما هو أساسي فيها؛ هل هي بعيدة أم قريبة؟ حادة أم منخفضة؟ مستمرة أم متقطعة؟ هل هناك فترات من الصمت؟ إننا نحرص على تلقي صفاتها الأولية وتلقيها كما هي.
من المؤكد أن ذهننا سيحاول تفسير الأصوات («إنه صوت كذا وكذا»)، وإطلاق الأحكام («هذا مريح، وهذا مزعج»)، وتسلسل الأفكار التي تليها («هذا يذكرني ب ...»، «هذا يجعلني أحلم ب ...») كل هذا طبيعي، لا فائدة من الانزعاج منه؛ لأن روحنا تتصرف دوما على هذا الشكل؛ تطلق الأحكام وتلفع بالثرثرة تجاربنا وأحاسيسنا. لن يكون بالأمر سوء ما دمنا نعيه وندركه؛ عندما نركز انتباهنا على الأصوات، سنقوم بمراقبة الكيفية التي يقوم بها ذهننا بالتفريق بينها وبين مدلولاتها الفكرية. ثم لا بد من العودة إلى الاستماع البسيط إلى الأصوات دون مدلولاتها. ستعود الأفكار للتدخل. هذا طبيعي، بل إنه ممتاز. إن ذلك يدربنا على إدراك هذه الحركية الدائمة لذهننا. وعندما تهدأ الأفكار، تتركنا بسلام ونستطيع حينها أن نستمتع من جديد بالإنصات إلى الأصوات حولنا.
في بعض الأحيان، ونحن نقوم بجلسة تأمل علاجي جماعي، يحدث أن يرن هاتف أحد المرضى في الصالة. أقوم حينها، دون أن نوقف الجلسة، بتوجيه المرضى بالطريقة الآتية: «إنها صدفة رائعة، لنبق في تمريننا، عيوننا مغمضة، ولننصت إلى هذا الرنين، ونراقب ما يحدثه لدينا من أفكار؛ «هذا مزعج.» «لا بد أن صاحب هذا الهاتف يشعر بالإحراج الآن.» «هذا ليس جيدا.» «هل هاتفي مغلق؟ أرجو ذلك.» لنراقب بهدوء، ونحن نبتسم، كل ما أحدثه هذا الرنين من أفكار ...» وعندما يصل أحد المرضى متأخرا، وقد بدأت الجلسة، نبقي أعيننا مغمضة ، نستمع له وهو يقوم بتجهيز وضعيته للبدء، ونسلي أنفسنا بتسجيل كل الأصوات التي يحدثها والأفكار التي تليها في أذهاننا. إن أخذ مكان المراقب الهادئ هو جوهر الممارسة في الوعي الكامل.
الصمت
يشبه الصمت في علاقته مع الصوت، علاقة الظلام والضوء، أو النوم واليقظة. إنه وجه آخر لا بد منه. إن الاجتياح المستمر للضجة حولنا له تأثير سيئ. إنه يساهم في تراكم الإثارة والاهتياج الذي تفرضه علينا هذه الحياة «العصرية». وحتى ولو كانت جديرة بالاهتمام (مثل الأخبار المتواصلة في الراديو) وحتى ولو كانت متناغمة (مثل الموسيقى التي نسمعها في كل مكان)، فإن وجودها المستمر يتعبنا، يرهقنا، يمنع روحنا من التنفس، ومن العيش بسلام. إنها تلك الثرثرة المتواصلة التي تأخذ المكان كاملا على حساب أفكارنا.
علينا إذن أن نتذكر قوة الصمت. إنه صدى أصوات الحياة. لا يعني ذلك أن يطغى الصمت طوال الوقت، وإنما أن يوجد بين الأصوات، بين الفترات التي لا نستطيع فيها تلافي الضجيج (كالمرور بالسيارة في المدينة)، أو عندما تكون الأصوات ضرورية (كالحديث مع الآخرين أو الموسيقى في حفلة مسائية). إن فترات الصمت هذه تعتبر لحظات التقاط أنفاس، أو فترات فاصلة. إنها تزيد من أهمية الأصوات التي نحبها، وتريحنا من تلك التي تزعجنا.
مليء بالقوة هذا الصمت، وكذلك قريبه الهدوء. وجودهما لا يعني غياب كل الأصوات، وإنما غياب للأحاديث غير المهمة، والتداخلات المتكلفة. بهذه الطريقة يستطيع كل من الصمت والهدوء مساعدتنا على الإنصات إلى موسيقى الحياة. «الدرس الرابع»
ناپیژندل شوی مخ