194

عکسونه او فکرونه

صور وخواطر

خپرندوی

دار المنارة للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

العاشرة

د چاپ کال

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

د خپرونکي ځای

جدة - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

وما يبسم لك الشاب بسمة، ولا يُلين لك كلمة، ولا يقدم لك خدمة، إلا وهي عنده تمهيد لما يريد، أو هي -على الأقل- إيهام لنفسه أنها تمهيد!
وماذا بعد؟ ماذا يا بنت؟ فكّري: تشتركان في لذة ساعة، ثم ينسى هو، وتظلين أنت أبدًا تتجرعين غصصها. يمضي «خفيفًا» يفتش عن مغفَّلة أخرى يسرق منها عرضها، وينوء بك (١) أنت «ثِقَلُ» الحمل في بطنك، والهم في نفسك، والوصمة على جبينك. يغفر له هذا المجتمعُ الظالم ويقول: شاب ضَلّ ثم تاب، وتبقين أنت في حمأة الخزي والعار طولَ الحياة، لا يغفر لك المجتمع أبدًا.
ولو أنك -إذ لقيتِه- نصبت له صدرك وزويت عنه بصرك وأريتِه الحزم والإعراض، فإذا لم يصرفه عنك هذا الصد، وإذا بلغت به الوقاحة أن ينال منك بلسان أو يد، نزعت حذاءك من رجلك ونزلت به على رأسه ... لو أنك فعلت هذا لرأيت مِن كل مَن يمرّ في الطريق عونًا لك عليه، ولَمَا جرؤ بعدها فاجر على ذات سِوار، ولجاءك -إن كان صالحًا- تائبًا مستغفرًا يسأل الصلة بالحلال؛ جاءك يطلب الزواج.
والبنت -مهما بلغت من المنزلة والغنى والشهرة والجاه- لا تجد أملها الأكبر وسعادتها إلا في الزواج، في أن تكون زوجًا صالحة وأمًا موقَّرة وربة بيت. سواء في ذلك الملكات والأميرات

(١) هذا هو التعبير الأصح؛ قال تعالى: ﴿مَا إنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنوءُ بِالعُصْبَةِ أولي القُوَّة﴾.

1 / 205