86

Scenes from the Lives of the Companions

صور من حياة الصحابة

خپرندوی

دار الأدب الاسلامي

د ایډیشن شمېره

الأولى

وَيُقَاتِلُنِي، ثُمَّ ارْزُقْنِي الظّفَرَ عَلَيْهِ حَتَّى أَقْتُلَهُ وَأَخُذَ سَلَبَهُ(١)، فَأَمْنَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَخْشٍ عَلَى دُعَائِي، ثُمَّ قَالَ:

اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي رَجُلاً شَدِيداً حَرَدُهُ، شَدِيداً بَأْسُهُ، أَقَاتِلُهُ فِيكَ وَيُقَاتِلُنِي ، ثُمَّ يَأْخُذُنِي فَيَجْدَعُ أَنْفِي وَأَذُنِي، فَإِذَا لَقِيئُكَ غَداً قُلْتَ:

فِيمَ جدِعَ أَنْفُكَ وَأُذُنُكَ؟ ...

فَأَقُولُ : فِيكَ وَفِي رَسُولِكَ، فَتَقُولُ :

صَدَقْتَ ...

قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ :

لَقّدْ كَانَتْ دَعْوَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَخْشٍ خَيْراً مِنْ دَعْوَتِي، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ آخِرَ النَّهَارِ، وَقَدْ قُتِلَ وَمُثُلَ بِهِ، وَإِنَّ أَنْفَهُ وَأَذُنَهُ لَمُعَلَّقَانٍ عَلَى شَجَرَةٍ بِخَيطٍ .

اسْتَجَابَ اللَّهُ دَعْوَةً عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، فَأَكْرَمَهُ بِالشَّهَادَةِ كَمَا أَكْرَمَ بِهَا خاله سَيِّدَ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ(٢).

فَوَارَاهُمَا الرَّسُولُ الكَرِيمُ صلى الله عليه وسلم مَعاً فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، وَدُمُوعُهُ الطَّاهِرَةُ تُرُوِّي ثَرَّاهُمَا المُضّمَّخَ بِطُوبِ الشَّهَادَةِ (*).

(١) سَلَب القتيل: ما يؤخذ منه من سلاح ومتاع. (٢) حمزة بن عبد المطلب : انظره في المجلد الثاني .

(*) للاستزادة من أخبار عبدِ الله بن جحشٍ انظر:

١ - الإصابة: ٢٨٦/٢ أو (الترجمة) ٤٥٨٣.

٢ - إمتاع الأسماع: ٥٥/١.

٣ - حلية الأولياء: ١/ ١٠٨.

٤ - حسن الصحابة: ٣٠٠.

٥ - مجموعة الوثائق السياسية : ٨.

90