65

Scenes from the Lives of the Companions

صور من حياة الصحابة

خپرندوی

دار الأدب الاسلامي

د ایډیشن شمېره

الأولى

فلما أصبح أبو أيوب، قال للنبي عليه الصلاة والسلام:

والله ما أغمض لنا جفن في هذه الليلة، لا أنا ولا أم أيوب.

فقال عليه الصلاة والسلام: (وممَّ ذاك يا أبا أيوب؟!).

قال: ذكرت أني على ظهر بيت أنت تحته، وأني إذا تحركت تناثر عليك الغبار فآذاك، ثم أني غدوت بينك وبين الوحي.

فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام:

(هوِّن عليك يا أبا أيوب، إنه أرفق بنا أن تكون في السفل؛ لكثرة من يغشانا(١) من الناس).

***

قال أبو أيوب:

فانتقلت لأمر رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى أن كانت ليلة باردة فانكسرت لنا جرة وأريق ماؤها في العلية، فقمت إلى الماء أنا وأم أيوب، وليس لدينا إلا قطيفة(٢) كنا نتخذها لحافاً، وجعلنا نتشف بها الماء خوفاً من أن يصل إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام.

فلما كان الصباح غدوت على الرسول صلوات الله عليه، وقلت:

بأبي أنت وأمي، إني أكره أن أكون فوقك، وأن تكون أسفل مني... ثم قصصت عليه خبر الجرة، فاستجاب لي، وصعد إلى العلية، ونزلت أنا وأم أيوب إلى السفل.

***

(١) من يغشانا: من يزورنا ويلم بنا.

(٢) قطيفة: قطعة من المخمل.

69