Scenes from the Lives of the Companions
صور من حياة الصحابة
خپرندوی
دار الأدب الاسلامي
شمېره چاپونه
الأولى
ژانرونه
فَقَالَ عُمَيْرٌ: وَاللَّهِ مَا أَنْتَ بِبَعِيدٍ عَنْ تَحِيَّتِنَا، وَإِنَّكَ بِهَا لَحَدِيثُ عَهْدٍ.
فَقَالَ لَهُ الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: (وَمَا الَّذِي جَاءَ بِكَ يَا عُمَيْرُ؟!).
قَالَ: جِئْتُ أَرْجُو فَكَاكَ هَذَا الأَسِيرِ الَّذِي فِي أَيْدِيكُمْ، فَأَحْسِنُوا إِلَيَّ فِيهِ.
قَالَ: (فَمَا بَالُ (١) السَّيْفِ الَّذِي فِي عُنُقِكَ؟!).
قَالَ عُمَيْرٌ: قَبَّحَهَا اللَّهُ مِنْ سُيُوفٍ ...
وَهَلْ أَغْنَتْ عَنَّا شَيْئًا يَوْمَ ((بَدْرٍ))؟!!.
قَالَ الرَّسُولُ ﷺ: (اصْدُقْنِي، مَا الَّذِي جِئْتَ لَهُ يَا عُمَيْرُ؟).
قَالَ: مَا جِئْتُ إِلَّا لِذَاكَ.
قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: (بَلْ قَعَدْتَ أَنْتَ وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ عِنْدَ الحِجْرِ، فَتَذَاكَرْتُمَا أَصْحَابَ ((القَلِيبِ)) مِنْ صَرْعَى قُرَيْشٍ ثُمَّ قُلْتَ:
لَوْلَا دَيْنٌ عَلَيَّ وَعِيَالٌ عِنْدِي لَخَرَجْتُ حَتَّى أَقْتُلَ مُحَمَّدًا ...
فَتَحَمَّلَ لَكَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ دَيْنَكَ وَعِيَالَكَ عَلَى أَنْ تَقْتُلَنِي ...
وَاللَّهُ حَائِلٌ بَيْنَكَ وَبَيْنَ ذَلِكَ)
فَذُهِلَ عُمَيْرٌ لَحْظَةً، ثُمَّ مَا لَبِثَ أَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ.
ثُمَّ أَرْدَفَ (٢) يَقُولُ: لَقَدْ كُنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ نُكَذِّبُكَ بِمَا كُنْتَ تَأْتِينَا بِهِ مِنْ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَمَا يَنْزِلُ عَلَيْكَ مِنَ الوَحْيِ، لَكِنَّ خبري مَعَ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ لَمْ يَعْلَمْ بِهِ أَحَدٌ إِلَّا أَنَا وَهُوَ ...
(١) ما بال السيف: ما خَبَرُ السيف.
(٢) أُرْدِفَ: أَتْبَعَ.
48