161

Scenes from the Lives of the Companions

صور من حياة الصحابة

خپرندوی

دار الأدب الاسلامي

د ایډیشن شمېره

الأولى

وَتَصَاوَلَ (١) مَجْزَأَةُ وَالهُرْمُزَانُ بِسَيْفَيْهِمَا فَضَرَبَ كُلُّ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ ضَرْبَةً قَاضِيَةً، فَنَبَا(٢) سَيْفُ مَجْزَأَةَ، وَأَصَابَ سَيْفُ الهُرْمُزَانِ ...

فَخَرَّ البَطَلُ الكَمِيُّ النَّبِيلُ صَرِيعاً عَلَى أَرْضِ المَعْرَكَةِ، وَعَيْنُهُ قَرِيرَةٌ بِمَا حَقَّقَ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ.

وَوَاصَلَ جُنْدُ الْمُسْلِمِينَ القِتَالَ، حَتَّى كَتَبَ اللَّهُ لَهُمُ النَّصْرَ، وَوَقَعَ الهُرْمُزَانُ فِي أَيْدِيهِمْ أَسِيراً.

انطَلَقَ المُبَشِّرُونَ إِلَى المَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ وَزَفُّوا إِلَى الفَارُوقِ بَشَائِرَ الْفَتْحِ. وَيَسُوقُونَ أَمَامَهُمُ الهُرْمُزَانَ وَعَلَى رَأْسِهِ تَاجُهُ المُرَصَّعُ بِالجَوْهَرِ، وَعَلَى كَفَّيْهِ حُلَّتُهُ المُوَشَّاةُ بِخُيُوطِ الذَّهَبِ لِيَرَاهُ الخَلِيفَةُ(٣).

وَكَانَ المُبَشِّرُونَ يَحْمِلُونَ مَعَ ذَلِكَ تَعْزِيَةً حَارَّةً لِلْخَلِيفَةِ بِفَارِسِهِ النَّبِيلِ مَجْزَأَةَ بْنِ ثَوْرٍ(*).

(١) تصاول الرجلان: وثب كل منهما عَلَى صاحبه.

(٢) نبا السيف: ارتد ولم يقطع.

(٣) انظر خبر الهُرْمُزَان مع عُمَر بن الخَطَّاب في الأحنف بن قَيْسٍ بكتاب ((صور من حياة التَّابِعين)) للمؤلف، الناشر دار الأدب الإسلامي، الطبعة المشروعة.

(*) للاستزادة من أخبار مَجْزَأَةَ بن ثَوْرٍ انظر:

١- تاريخ الأمم والملوك للطبري: ٢١٦/٤ في حوادث السنة السابعة عشرة.

٢- تاريخ خليفة بن خياط: ١١٧/١ وما بعدها.

٣- تاريخ الإسلام للذهبي: ٣٠/٢.

٤- معجم البلدان لياقوت: عند تُستر.

٥- الإصابة: ٣٦٤/٣ أو (الترجمة) ٧٧٣٠.

٦- أسدُ الغابة: ٤/ ٣٠.

166