133

Scenes from the Lives of the Companions

صور من حياة الصحابة

خپرندوی

دار الأدب الاسلامي

د ایډیشن شمېره

الأولى

أَعْدِدْ لِيَّ النُّوقَ الَّتِي أَمَرْتُكَ بِإِعْدَادِهَا وَقَرِّبْهَا مِنِّي.

ثُمَّ نَهَضْتُ لِسَاعَتِي؛ فَدَعَوْتُ أَهْلِي وَأَوْلَادِي إِلَى الرَّحِيلِ عَنِ الأَرْضِ الَّتِي أَخْيَتْنَاهَا، وَجَعَلْتُ أُغِذُّ(١) السَّيْرَ نَحْوَ بِلَادِ الشَّامِ لِأَلْحَقَ بِأَهْلِ دِينِي مِنَ النَّصَارَى وَأَنْزِلَ بَيْنَهُمْ.

وَقَدْ أَعْجَلَنِي الأَمْرُ عَنِ اسْتِقْصَاءِ(٢) أَهْلِي كُلُّهِمْ فَلَمَّا اجْتَزْتُ مَواضِعَ الخَطَرِ، تَفَقَّدْتُ أَهْلِي، فَإِذَا بِي قَدْ تَرَكْتُ أُخْتاً لِي(٣) فِي مَوَانَا فِي ((نَجْدٍ)) مَعَ مَنْ بَقِيَ هُنَاكَ مِنْ ((طَيِّئٍ)) ...

وَلَمْ يَكُنْ لِي مِنْ سَبِيلٍ إِلَى الرُّجُوعِ إِلَيْهَا.

فَمَضَيْتُ بِمَنْ مَعِي حَتَّى بَلَغْتُ ((الشَّامَ))، وَأَقَمْتُ فِيهَا بَيْنَ أَبْنَاءِ دِينِي. أَمَّا أُخْتِي فَقَدْ نَزَلَ بِهَا مَا كُنْتُ أَتَوَقَّعُهُ وَأَخْشَاهُ.

***

لَقَدْ بَلَغَنِي وَأَنَا فِي دِيَارِ الشَّامِ أَنَّ خَيْلَ مُحَمَّدٍ أَغَارَتْ عَلَى دِيَارِنَا وَأَخَذَتْ أُخْتِي فِي جُمْلَةٍ مِمَّنْ أَخَذَتْهُ مِنَ السَّبَايَا وَسِيقَتْ إِلَى ((يَثْرِبَ)).

وَهُنَاكَ وُضِعَتْ مَعَ السَّبَايَا فِي حَظِيرَةٍ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ، فَمَرَّ بِهَا النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلامُ فَقَامَتْ إِلَيْهِ وَقَالَتْ:

يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَ الْوَالِدُ، وَغَابَ الْوَافِدُ؛ فَامْنُنْ عَلَيَّ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ.

فَقَالَ: (وَمَنْ وَافِدُكِ؟).

فَقَالَتْ: عَدِيُّ بْنُ حَاتِم.

(١) أُغِذُّ السير: أسرع فيه.

(٢) استقصاء أهلي: جمع أهلي كلهم.

(٣) عَلَى الأرجح أنها سفانة بنت حاتم إذ لا يعرف له بنت غيرها.

137