Scenes from the Lives of the Companions
صور من حياة الصحابة
خپرندوی
دار الأدب الاسلامي
د ایډیشن شمېره
الأولى
ژانرونه
فَفِي يَوْمِ دُخُولِهِ المَدِينَةَ أَضَاءَ فِيهَا كُلُّ شَيْءٍ ...
وَفِي الْيَوْمِ الَّذِي أَوْشَكَ فِيهِ أَنْ يَعْضِيَ إِلَى جِوَارِ رَبِّهِ أَظْلَمَ فِيهَا كُلُّ شَيْءٍ ...
وَكَانَ آخِرَ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلَيْهِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ حِينَ كُشِفَتِ السِّتَارَةُ عَنْ حُجْرَتِهِ، فَرَأَيْتُ وَجْهَهُ كَأَنَّهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ، وَكَانَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ وُقُوفاً خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، وَقَدْ كَادُوا أَنْ يَضْطَرِبُوا، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ أَنْ اثْبُتُوا.
ثُمَّ تُوُفِّيَ الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي آخِرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَمَا نَظَرْنَا مَنْظَراً كَانَ أَعْجَبَ إِلَيْنَا مِنْ وَجْهِهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ وَارَيْنَاهُ تُرَابَهُ.
***
وَلَقَدْ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ ...
وَكَانَ مِنْ دُعَائِهِ لَهُ:
(اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ مَالاً وَوَلَداً، وَبَارِكْ لَهُ) ...
وَقَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ دُعَاءَ نَبِيِّهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَكَانَ أَنَسُ أَكْثَرَ الأَنْصَارِ مَالاً، وَأَوْفَرَهُمْ ذُرِّيَّةً؛ حَتَّى إِنَّهُ رَأَى مِنْ أَوْلَادِهِ وَحَفَدَتِهِ مَا تَزِيدُ عَلَى المِائَةِ.
وَقَدْ بَارَكَ اللَّهُ لَهُ فِي عُمُرِهِ حَتَّى عَاشَ قَرْناً كَامِلاً ...
وَفَوْقَهُ ثَلَاثُ سَنَوَاتٍ.
وَكَانَ أَنَسُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ شَدِيدَ الرَّجَاءِ لِشَفَاعَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ؛ فَكَثِيراً مَا كَانَ يَقُولُ:
إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمِ القِيَامَةِ فَأَقُولَ لَهُ:
15