وبين قلعيب وبركه غياض عادية ذوات أشجار وربما كان دائر الشجرة من أربعين ذراعا الى خمسين ذراعا وستين ذراعا وأفنيتها مراتع الأفيلة والزرافات والسبع والكركدن والنمر والفهد الى سائر الوحوش سائمة راتعة فى غيلها ومياهها وغياضها، ويتصل بحد ملاحيب من شقه الشرقى واد يعرف بصيغيوات (5) كثير الماء أيضا والشجر والخمر والوحش وبنواحى بركه بطون كديم وهى المعروفة بعجات من البجة ويتصل بها مما يلى سواحل البحر الجاسة بطون كثيرة فى السهل والجبل، وكأن هذا الجبل آخذ بأوديتة من نواحى البحر (8) المالح الى دكن وهى أرض مزارع أحواف يجرى اليها ماء النيل ويزرع عليها الذرة والدخن أهل النوبة ومن يحضر معهم من البجة وفى شق بركه قبائل كثيرة تعرف ببازين (10) وباريه (11) وهم أمم كثيرة قتالهم بالقسى والسهام المسمومة والحراب بغير درق، ومن رسم باريه (12) قلع ثناياها وبحر آذانها ويسكنون فى جبال وأودية ويقتنون البقر والشاء ويزرعون، والذي بين وادى بركه وجبلها المدعو ملاحيب راجعا الى الإسلام قلعيب وانبوريت وجبال دروريت ومياه متصلة وبلدان عامرة لبيواتيكه من قبائل البجة تزيد على الإحصاء ولا يبلغ عددها لتوغلهم فى أعماق الصحارى، وبركه تقارب جزيرة باضع وبينهما يوم وتكون نحو ثلث مراحل مملوءة ببطون قعصه وهى أجل بطون البجة الداخلة وأكثرها مالا وأعزها، (17) ومن دون هؤلاء الماتين المتصلون (18) بدهرا وسيتراب وغركاى ودحنت الى الجبل المعروف بمسمار وتحاذى سواكن بطون تعرف برقابات (19) وحنديبا وهم خفراء على الحدربية (20) وخفارتهم لعبدك وهم تحت يده، وعبدك (21) خال ولد أبى بكر إسحاق بن بشر صاحب العلاقى، [17 ب] وبعض هؤلاء القوم فى خفارة كوك خال أبى القسم حسين بن على بن بشر،
مخ ۵۵