أضعاف تلك الجبال بالنهار فأما بالليل فلا يسلك والماء به على غاية الصفاء فترى تلك الجبال فيه، وفى هذا البحر ما بين القلزم وايلة مكان يعرف بتاران وهو أخبث ما فى هذا البحر من الأماكن وذلك أنه دوارة ماء كالدردور فى سفح جبل إذا وقعت الريح على ذروته انقطعت الريح قسمين فتنزل على شعبتين فى هذا الجبل متقابلتين فتخرج الريح من كمى هاتين الشعبتين المتقابلتين فتثير (6) البحر وتتبلد كل سفينة فيه تقع فى تلك الدوارة باختلاف الريحين وتتلف فلا يسلم المركب بالواحدة إلا ما شاء الله، وإذا كان الجنوب أدنأ مهب فلا سبيل الى سلوكه ومقدار هذه الصورة (9) الصعبة والمكان القبيح نحو ستة أميال وهو الموضع الذي غرق فيه فرعون على ما يذكره الرواة، وبقرب تاران موضع يعرف بجبيلان يهيج أيضا وتتلاطم أمواجه باليسير من الريح وهو موضع مخوف أيضا فلا يسلك بالصباء مغربا وبالدبور مشرقا، وإذا حاذى ايلة ففيه سمك كثير كبير مختلف الألوان والأنواع، (4) فإذا قابل بطن اليمن يسمى بحر عدن الى أن يحاذى عدن ثم يسمى بحر الزنج الى أن يحاذى عمان (15) عاطفا على بحر فارس، وهو بحر يعرض حتى يقال أن عبره الى بلد الزنج سبعمائة فرسخ وهو بحر مظلم أسود لا يرى مما فيه شىء وبقرب عدن معدن اللؤلؤ يخرج ما يقع منه الى عدن، فإذا جزت عمان الى أن تخرج من حدود الإسلام وتتجاوز الى قرب سرنديب فيسمى بحر فارس وهو عريض البطن جدا وفى عدوته بلدان الزنج، وفى هذا البحر هوارات كثيرة ومعاطف صعبة وأجوان مختلفة وأشدها ما بين جنابه والبصرة فإنه مكان يسمى هور جنابه وهو مكان مخوف لا يكاد تسلم منه سفينة فى هيجان البحر، وفيه مكان يعرف بالخشبات من عبادان على نحو ستة أميال على جرى ماء دجلة الى البحر وربما يرق الماء حتى يخاف على السفن الكبار أن تسلكه خشية
مخ ۴۶