أهل العراق ودمشق وفلسطين وأهل مصر، وطريق الرقة وقتنا هذا منقطع إلا لقوم من العرب يحجون فيه أفذاذا ويسلكونه عباديد وسائر الطرق مسلوكة فى وقتنا هذا غيره، (36) ومن عدن الى مكة نحو شهر ولهم طريقان أحدهما على ساحل البحر وهو أبعد وهى جادة تهامة والسائر عليها يأخذ على صنعاء وصعدة وجرش وبيشة (6) وتبالة حتى ينتهى الى مكة وطريق آخر على البوادى غير طريق تهامة يقال له الصدور فى سفح جبل نحو عشرين مرحلة وهو أقرب غير أنه على أحياء اليمن ومخاليفها يسلكه الخواص منهم، وأما أهل حضرموت ومهرة فأنهم يقطعون عرض بلادهم حتى يتصلوا بالجادة بين عدن ومكة والمسافة منهم الى الاتصال بهذه الجادة اثنتان وعشرون مرحلة فيصير جميع طريقهم نيفا وخمسين (11) مرحلة، وطريق عمان يصعب سلوكه فى البرية لكثرة القفار وقلة السكان وإنما طريقهم فى البحر الى جدة فإن سلكوا على السواحل من مهرة وحضر موت الى عدن أو الى طريق عدن بعد عليهم وقل ما يسلكونه، وكذلك ما بين عمان والبحرين فطريق شاق يصعب سلوكه لتمانع العرب وتنازعهم فيما بينهم، وأما ما بين البحرين وعبادان فغير مسلوك كان الى هذه الغاية وقد سلك وهو قفر والطريق منها على البحر، ومن البصرة الى البحرين على الجادة إحدى عشرة مرحلة وعلى هذا الطريق أتى سليمن بن الحسن متزودا الماء من البحرين الى البصرة ولا ماء فيه وهو على الساحل نحو ثمانى عشرة مرحلة وفى قبائل العرب ومياههم وهو طريق عامر غير أنه مخوف، (37) فهذه جوامع المسافات التى يحتاج الى علمها فأما ما بين ديار العرب لقبائلها من المسافات فقلما تقع الحاجة اليه لغير أهل البادية والى معرفته،
مخ ۴۱