أعمامه تشتتت (1) كلمتهم وتغيرت أحوالهم، وكان لهم من الثلاثة الأخماس مال معلوم دون الجرايات عليهم من الغنائم بحسب منازلهم دون ما لهم من الضياع والنعمة المختصة بهم الى سنة ثمان وخمسين فإنهم لما فتكوا بسابور استوحش بعضهم من بعض وانقبضوا عن الالتقاء بالجرعاء وغيرها، وكان من رسومهم ركوب مشايخهم وأولادهم فرادى فيجتمعون الى قبلة الاحساء بالمكان المعروف بالجرعاء ويلعب أحداثهم بالرماح على خيولهم وينصرفون أفذاذا بغاية التواضع وقد لبسوا البياض لا غير، وكان من رسومهم أن تقع شوراهم بالجرعاء فيمن يخرجونه لما فدحهم وأهمهم فإن اتفق رأيهم على خروجهم بأجمعهم لم يتخلفوا ونفذوا وتركوا فى البلد أوثقهم وأشفهم منزلة عندهم ولما أنفذوا قديما أبا على بن أبى المنصور الى عمان وتعذر عليه فتحها ساروا بأجمعهم اليها فافتتحوها، ولما أنفذوا أبا على بن أبى المنصور الى الشأم وعاد عنها ظنت به خيانة فيما صار اليه من الغنائم فرد اليها كسرى بن أبى القسم وصخر بن أبى إسحاق فكان منهم مع أبى محمد الحسن بن عبيد الله بن طغج ما سيرد فى مواضعه من أخبارهم وبالله القوة، (10) [ثم إن المطيع سل سخائمهم وسعى فى تألف قلوبهم وجمع كلمتهم فى سنة ستين على ما بلغنى سنة إحدى وستين من مشافهة أبى الحسين (17) على بن أحمد الجزرى صاحب أبى الحسين على (18) بن محمد بن الغمر ورأيته بصقلية وكأنه ورد المغرب ليقرأ الأخبار بها وأخبرنى بأشياء كالسر عنده ثم خمش وجه الحديث وقال ومن بقى من العقدانية (20) بالأحساء وغيرها هلكوا كلهم،] (16) وكان (21) فى جملتهم رجال جلة ذوو حلوم وعقول دون من
مخ ۲۶