فقد اختل أيضا من الجانبين جميعا [نحو خمسة أميال] (1) ونقص وهلك منه الكثير وأعمر بقعة بها اليوم الكرخ وجانبه لأن أهل الياسرية ومعظم مساكن التجار هناك، وذكر بعض المؤلفين أن الموفق أمر بمساحتها فوجد الجانب الشرقى مائتى حبلا وخمسين حبلا وعرضه مائة حبل وخمسة أحبل ويكون ذلك ستة وعشرين ألف جريبا ومائتين وخمسين جريبا وهذا حساب لا أعرفه، ووجد الجانب الغربى مائتين (6) وخمسين حبلا والعرض سبعين (7) حبلا سبعة عشر ألف وخمس مائة جريب الجميع ثلثة وأربعون ألف جريب (8) وسبع (9) مائة وخمسون جريبا، ويكون بفدان مصر حساب كل جريبين ونصف فدان سبعة (10) عشر ألف فدان وخمس مائة فدان وكانت هذه مساحة رقعتها، (9) فأما الأشجار والأنهار التى فى الجانب الشرقى ودار الخلافة فإنها من ماء النهروان وتامرا وليس يرفع اليها من دجلة إلا شىء يقصر عن العمارة، وأما الجانب الغربى فيشق اليه من الفرات نهر عيسى من قرب الانبار تحت قنطرة دمما وتتحلب (14) من هذا النهر صبابات تجتمع فتصير [71 ظ] نهرا يسمى الصراة يفضى أيضا الى بغداذ [عند المحلة المعروفة بباب البصرة] (16) وعليه عمارات كثيرة للجانب الغربى وتنفجر منه أنهار كثيرة لعمارات الناحية ويقع ما يبقى من ماء الصراة الصغيرة والكبيرة فيما يجاور نهر عيسى من بغداذ فى نحو نصف المدينة وعليها كثير من مساكنهم ودورهم وبساتينهم، فأما نهر عيسى فإن السفن تجرى فيه من الفرات الى أن يقع فى دجلة والصراة فيها حواجز وموانع من جرى السفن بسكور (20) ودوال فيها فتنتهى السفن فيها الى قنطرتها ثم يحول ما يكون فيها فيجاوز به ذلك الحاجز الى سفن غيرها، وبين بغداذ والكوفة سواد مشتبك غير
مخ ۲۴۲