حبال بمثقلات فلم يوجد لها قرار ولا فى يد الخلف عن السلف منها أثر ولا خبر، وعلى ظهر الخابور وبنواحى عرابان وبالبعد من الخابور عن مرحلة مدن كثيرة قد غلبت عليها البادية فحكمهم دون أهلها فيها أمضى وأمرهم فى غلاتهم وأموالهم أنفذ وأعلى كالعبيدية وتنينير والجحشية وطلبان وهذه مدن عليها أسوار لا تحصنها وقد لجأ الى الخفائر والأذمة أهلها فكلمن ساقهم تبعوه وكلمن خافوه أطاعوه فإذا ملك الفرات سلطان قادر أمنوا وإذا ضعف السلطان بنواحيهم هلكوا وغنموا، (6) وكان من أجل بقاع الجزيرة وأحسن مدنها وأكثرها فواكه ومياها ومتنزهات وخضرة ونضرة الى سعة غلات من الحبوب والقمح والشعير والكروم الرائعة الزائدة على حد الرخص نصيبين وهى مدينة كبيرة فى مستواة من الأرض ومخرج مائها عن شعب جبل يعرف ببالوسا وهو أنزه مكان بها حتى ينبسط فى بساتينها ومزارعها ويدخل الى كثير من دورها ويغدق (13) البرك التى فى قصورها، وكان لهم مع ذلك فيما بعد من المدينة ضياع مباخس كبار جليلة عظيمة غزيرة السائمة والكراع دارة الغلات والنتاج معروفة الفرسان مشهورة الشجعان الى ديارات للنصارى وبيع وقلايات تقصد للنزهة وتنتجع للفرحة والفرج، (7) ولم تزل على ما ذكرته مذ أول الإسلام معروفة بكثرة الثمار ورخص الأسعار تتضمن بمائة ألف دينار الى سنة ثلثين (18) وثلثمائة فأكب عليها بنو حمدان بضروب الظلم والعدوان ودقائق الجور والغشم وتجديد كلف لم يعرفوها ورسم نوائب ما عهدوها الى المطالبة ببيع الضياع والمسقف من العقار حتى حمل ذلك بنى حبيب الى أن خرجوا بذراريهم وعبيدهم ومواشيهم وخفهم الذي يمكن بمثله النقلة ومن ساعدهم من جيرانهم وشاركهم فيما قصدوا به من الغصب لعقارهم فى نحو عشرة آلف (23) فارس على فرس عتيق وسلاح شاك من درع وجوشن مذهب ومغفر مدبج وسيف يقل
مخ ۲۱۱