ما ابتدأت ذكره منها الى أن وصلته الى بيت المقدس من جبل لبنان، ثم يمر على يسار الذاهب من الرملة الى الفسطاط الى المقطم ولا يزال الى آخر الصعيد الأعلى ويتصل بجبال النوبة من جنبتى النيل الى قلعيب من جانب النيل الشرقى والى جبل القمر من جانب النيل الغربى ويقطع النيل شعبتين منه بنواحى الفيوم وليست بمضيق كالمضيقين اللذين ذكرتهما للنيل بأعلى الصعيد تجاه بحيرة اقنى وتنهمت فيمضى الشعبة الغربية بين الباطن وظاهر الشنوف الى جبل برقة وتكون عقبة برقة التى فى مغرب رمادة منه ولا يزال ماضيا فى وسط البر يراه من أخذ الطريق العالية الى قبلة برقة ويمتد على حاجز أعمال أجدابيه وسرت على صدر جبل نفوسه فيصير عند بلوغه الى نفزاوه جبال رمال سامقة شاهقة لا تتوقل ولا تصعد إلا بشدة ويضرب عرق منه من جبل برقة فى باطن البر الى فزان وعلى زويله راجعا الى القبلة، ثم لا يزال هذا الجبل يظهر فى مواضع (13) مستحجرا وفى مواضع جبال رمل ودهس الى سجلماسه ويغوص (14) فى تلك البرارى على ما ذكر سالكوها الى اودغست والبحر المحيط وأظنه كقولهم ولم أشاهده بكليته وشاهدت البعض منه كما يوجبه ما تواطأت (15) عليه الأخبار من ثقات أهل الناحية ورؤساء (16) الأدلاء بها وفيها وسائر ما وصلته من أخباره وقصصته من أنبائه وآثاره فبالمشاهدة منى لذلك والمعاينة لأشكالها، (5) وأما جند فلسطين وهو أول أجناد الشأم مما يلى المغرب فإنه تكون مسافته للراكب طول يومين من رفح الى حد اللجون وعرضه من يافا الى ريحا مسيرة يومين، ونواحى زغر وديار قوم لوط والشراة والجبال فمضمومة الى هذا الجند وهى منها فى العمل الى ايلة، وديار قوم لوط والبحيرة الميتة وزغر (23) الى بيسان وطبرية يسمى الغور لأنها بين جبلين وسائر مياه بلاد الشأم يقع اليها وبعضها من الاردن وبعضها من فلسطين،
مخ ۱۷۰