واستواء من بحر فارس وذلك أنك إذا أخذت من فم هذا الخليج أدتك ريح واحدة الى أكثر هذا البحر، وبين القلزم الذي هو لسان بحر فارس وبين بحر الروم على سمت الفرما ثلث مراحل ويزعم بعض المفسرين فى قول الله تعالى بينهما برزخ لا يبغيان (4) أنه هذا الموضع ويزعم أهل التأويل غير ذلك غير أن بحر الروم يجاوز الفرما بنيف وعشرين مرحلة وهو مفصل فى مسافات المغرب بما يغنى عن إعادته، ومن مصر الى أقصى المغرب نحو مائة وثمنين مرحلة فكأن ما بين أقصى الأرض من المغرب الى أقصاها من المشرق نحو أربع مائة مرحلة، (8) وأما عرضها من أقصاها فى حد الشمال الى أقصاها فى حد الجنوب فإنك تأخذ من ساحل البحر المحيط حتى تنتهى الى أرض ياجوج وماجوج ثم تمر على ظهر أرض الصقالبة فتقطع أرض البلغار الداخلة والصقالبة وتمضى فى بلد الروم الى الشأم وأرض مصر والنوبة ثم تمتد فى برية بين بلاد السودان وبلاد الزنج حتى تنتهى الى البحر المحيط فهذا خط ما بين جنوبى الأرض وشماليها، وأما الذي أعلمه من مسافة هذا الخط فإن من ياجوج الى بلغار وأرض الصقالبة فنحو أربعين مرحلة ومن أرض الصقالبة فى بلد الروم الى الشأم نحو ستين مرحلة ومن أرض الشأم الى أرض مصر نحو ثلثين مرحلة ومنها الى أقصى النوبة نحو ثمنين مرحلة حتى تنتهى الى البرية التى لا تسلك فذلك مائتا مرحلة وعشر مراحل كلها عامرة مسكونة، وأما ما بين ياجوج وماجوج والبحر المحيط فى الشمال وما بين برارى السودان والبحر المحيط [فى الجنوب] (20) فقفر خراب ما بلغنى أن فيه عمارة ولا حيوانا ولا نباتا ولا يعلم مسافة هاتين البريتين الى شط البحر كم هى وذلك أن سلوكهما غير ممكن لفرط البرد الذي يمنع من العمارة [5 ب] والحياة فى الشمال وفرط الحر المانع من العمارة والحياة فى الجنوب، وجميع ما بين المغرب والصين فمعمور كله والبحر المحيط محتف بالأرض كالطوق ومأخذ بحر فارس وبحر الروم من البحر المحيط،
مخ ۱۲