107

قلت: «وأين كان ينبغي أن أذهب؟»

قال: «إنك من أفريقية فاذهب إلى قسمك.»

قلت: من أين؟! عهدي حديث بهذا الوادي.

قال: «لا بأس، سيدلونك عليه. يا هرمز، أرشد هذا التائه إلى سومبور.»

فألقيت إلى صاحبي نظرة أسف على فراقه، فجذبني إلى الوراء وأسر إلي: «سأذهب معك.»

قلت: «ولكنك لست من مصر.»

قال: «ماذا يهم؟ من أنا حتى يعرفوا أمن مصر أنا أم من غيرها! هيا بنا.» (2) بين أيدي القضاة

انصرفنا من ساحة رادامانتيس، وثنينا الخطا إلى الشاطئ - وكان هرمز قد سبقنا - وفي مرجونا أن يحملنا شارون إلى القسم الأفريقي، فألفينا هرمز وشارون مختلفين. يقول هرمز: «لقد آن جدا يا شارون أن تؤدي إلي ذلك الدين القديم فما بقي لك عذر.»

فيقول شارون: «ما أحسبني أنكرت قط يا صديقي أني مدين لك.» فيهز هرمز كتفيه ويمط شفتيه ويقول: «لشد ما نفعني أنك لا تقصر في الاعتراف! هذه عملة لا أعرف أحدا سواي يقبلها، فهات ما عليك وأنكر إذا شئت أنك مدين لي.»

فيبتسم شارون ويفرك كفيه ويقول: ولكنك لم تبين لي قط مقدار هذا الدين، فيقبل عليه هرمز ويقول: «إن البيان حاضر فليتك مثلي استعدادا لتقديم الحساب. المرسى والحبل بسبعين قرشا.» فيقاطعه شارون: «سبعون قرشا. وحق بلوتو لقد خدعك! أو أنت تضحك على شيبتي!»

ناپیژندل شوی مخ