صندوق د دنیا
صندوق الدنيا
ژانرونه
قلت: «إن الغرق شيء أفهمه وقد أحسه. أما ما عداه فلا علم لي به يا صاحبي.»
قال: «ولكنك تستطيع أن تشاركني على الرغم من ذلك»، ثم قال لشارون: «اسمع. جرد هؤلاء الموتى مما يحملون وألق به في الماء. انزع هذه الحلي عن أصحابها . لقد كانت تنفعهم في الدنيا أما هنا فهي مثقلة بالغش والتضليل. ودعاوى التقوى والوقار والحشمة.»
قال شارون: «صدقت.» ونزعها جميعا ورمى بها، «وماذا أيضا؟» - ألا ترى هذا الرجل الذي يبكي ويختلس النظر إلى من حوله؟ قال شارون: «نعم. ما له؟»
قال: «أخرج من تحت إبطيه الكذب والنفاق والدهان تتخلص من خمسة قناطير على الأقل. وهذه المرأة الجميلة، عر وجهها وجرده من المساحيق فإن وزنها يجاوز الطن، افعل وعجل.» ففعل. «وهذا الغرور الذي تنطق به عينا هذا الرجل، ألا تحس ثقله؟ إنه يكفي شعبا بأسره!» «والفلسفة التي في رأس هذا إنها أثقل من الحديد. ألق بها في الماء. أسرع.»
فأطارها شارون عن رأسه.
وهذا الأديب هناك. ماذا يصنع بكل هذه الألفاظ والمجازات والاستعارات والخيالات والسخافات؟ إنها كافية وحدها لإغراق زورقك يا شارون.
قال شارون: «نعم والله! أين كنت مخبئا كل هذه الأثقال؟»
ثم التفت إلى زميلي وقال: «كفى كفى يا صاحبي! إن الزورق الآن أخف من الريشة. وأحسبني مدينا لك بإنقاذ سفينتي.»
قال زميلي مقاطعا: «أمسك، لا ثقلها مرة أخرى بشكرك إياي.» وعدنا إلى مكاننا وانطلق الزورق خفيفا يشق النهر ويفرق أمواجه الراكدة، ودنونا من الشاطئ عند الفجر وحاذيناه فوثب صاحبي إلى الأرض وأنا وراءه.
ثم أهوى على الباب العتيق بحجر ضخم وراح يدقه كالذي يريد أن يحطمه فهب «أتروب»
ناپیژندل شوی مخ