وعلينا أن نسلم أن الضحايا الضرورية للثورة الاجتماعية أكبر من الضحايا اللازمة للثورة السياسية، وقد صح بعض الصحة مبدأ القومية منذ خلعت أسرة المانشو بعد ثورة سنة 1911، ولكن مبدأ الديمقراطية ومبدأ الاشتراكية لم يتركا لهما أي أثر، فلا مناص لنا إذن من السعي جهدنا كي نحقق غاية حزبنا ونحقق كذلك ما يعتبر في عرف العصر الحاضر غاية الجميع، ونعني به الديمقراطية، وهي أيضا إحدى غاياتنا.
ولا شك في تقدم إنجلترا وأمريكا في الحياة السياسية، ولكن السلطان السياسي لا يزال هناك في قبضة حزب لا في قبضة الأمة كلها. وقد أعلن الرئيس ويلسون خلال الحرب الأوروبية الكبرى نداء تقرير المصير وهو يقابل مبدأ القومية من برنامجنا، وقد تألفت بعد مؤتمر فرساي جمهوريات صغيرة ولكنها مستقلة تعيش معا بغير رابطة تجمعها، فجدير بكم أن تفطنوا من هذا للاتجاه الغالب على حياة الأمم العصرية.
لقد حان الحين لتحقيق مبادئنا الثلاثة جميعا؛ أي تحقيق القومية والديمقراطية والاشتراكية، وإنما يتاح العيش والحرية لأمتنا حين تتحقق هذه المبادئ على أوفاها، ويتوقف تفصيلها وتطبيقها على ما تبدونه من القوة وما تودعونه دعوتكم من النشاط والهمة. (6) مبدأ الوطنية (أو القومية) من محاضرات كانتون سنة 1924
ما هو مبدأ الوطنية؟
إذا رجعنا إلى تاريخ الصين في حياتها الاجتماعية وعاداتها الموروثة جاز لنا أن نقول: إن مبدأ الوطنية مرادف لفكرة الدولة.
فالأمة الصينية قد ألفت الولاء للأسرة والقبيلة حتى بما فيها شعور القرابة وعصبية القبيلة ولم ينم فيها شعور الوطنية.
وقد كانت الأسرة والقبيلة من القوى الموحدة، وحدث كثيرا أن الصيني ضحى بنفسه وبأسرته وحياته دفاعا عن قبيلته، أما عن الوطن فلم يعهد قط عمل عظيم من أعمال التضحية الجلية، فوقفت وحدة الصين عند القبيلة ولم تتقدم إلى وحدة الأمة.
فقولي: إن مبدأ الوطنية مرادف لفكرة الدولة يصدق على أحوال الصين ولا يصدق على الأحوال في الغرب؛ إذ يميز الغربيون بين الأمة والدولة، والكلمة التي يقابل بها الإنجليز كلمتنا «من تسو» هي كلمة الأمة، وهي ذات معنيين لا اختلاط بينهما.
نعم إن الدولة والأمة متصلتان ولا تبدو الضرورة للفصل بينهما، ولكن معناهما مختلف ولا بد من فهم معنى كل منهما على حدة.
فلماذا يصدق التوافق بين معناهما على الصين وحدها؟ يصدق ذلك على الصين وحدهما؛ لأن الصين منذ قامت فيها أسرة شين وأسرة هان تنشئ دولة واحدة من سلالة واحدة حيث كانت البلاد الأجنبية تنشئ حكومات متعددة في جنس واحد وتضم عدة قوميات إلى فرد حكومة.
ناپیژندل شوی مخ