ونتناول الكلام على الاشتراكية أخيرا وهي فكرة عرفت بين الصينيين في الأزمنة الأخيرة، ومعظم دعاتها يقصرون معرفتهم بها على بضع كلمات جوفاء لا تعبر عن برنامج محدود، ولكنني قد انتهيت من دراستها إلى جوهرها وهو حل مشكلة الأرض ورأس المال.
ونلخص ما تقدم ونضيف إليه بعض التفصيل فنقول: إننا منذ خلع الأسرة المالكة لم ننجز من مبدأ القومية غير جزء من عهودنا، فقد حققنا الجانب السلبي ولم نعمل شيئا من جانب الإيجاب، وعلينا أن نرفع كرامة الأمة الصينية، ونؤلف بين جميع الشعوب التي تستوطن الصين لتصبح في آسيا الشرقية أمة واحدة تسمى دولة الصين القومية.
ولإدراك هذه الغاية يلزمنا أولا أن نقرر الأصول الأربعة التي تدور عليها الحقوق الانتخابية الأربعة: وهي الاقتراع العام، والاستفتاء، والاقتراح، والعزل.
أما الاشتراكية فبرنامجي لها ما يأتي: «أولا» تقسيم الأرض على أساس النسبية.
وقد حاولت أيام مقامي بنانكنج؛ إذ كنت أتولى الرئاسة المؤقتة أن أنفذ هذا البرنامج فلم أستطيع؛ لأنني لم أفهم.
إن المشكلات الاجتماعية تنشأ من التفاوت بين الغني والفقير، فماذا نعني بالتفاوت أو قلة المساواة؟
لقد كان الفارق موجودا بين الغني والفقير في الأزمنة الغابرة، ولكنه لم يكن فارقا حاسما كما نراه اليوم؛ إذ يملك الغني الأرض كلها ولا يبقى للفقير حتى القليل منها، وعلة هذا التفاوت اختلاف أساليب الإنتاج، فقد كان قاطع الخشب مثلا يستخدم الفئوس والمدى وما إليها، ولكن المكنات تحل محل هذه الأدوات في العصر الحاضر ويستطاع الحصول على محصول كبير بعمل بدني قليل.
ولنضرب مثلا آخر من أعمال الزراعة، ففي الأزمنة الغابرة كان المعول كله في هذا المجال على الجهود الإنسانية، ثم نشأت المحاريث التي تجرها الخيل والبقر فزادت سرعة العمل وقلت الجهود البدنية، ثم استخدمت القوى الآلية اليوم في أوروبة وأمريكا فأصبح من المستطاع حرث ألف فدان وزيادة في اليوم الواحد وأمكن الاستغناء عن الخيل والبقر، فنجم من هذه الحالة فارق هائل يعبر عنه بنسبة ألف إلى واحد، فإذا انتقلنا من هذه الأمثلة إلى وسائل المواصلات رأينا أن الوسائل الحديثة كالبواخر والسكك الحديدية قد جعلت النسبة أكثر من ألف إلى واحد، عند المقارنة بين هذه القوى والقوة الإنسانية.
ولنتكلم أولا عن اشتراكية الأرض، فنظام الأرض مختلف بين أوروبة وأمريكا، ولا يزال نظام الإقطاع قائما في إنجلترا من حيث أصبحت الأرض مملوكة للآحاد في الولايات المتحدة.
إلا أن برنامجي يدعو إلى التقسيم النسبي اتقاء لشرور المستقبل التي بدرت اليوم بوادرها.
ناپیژندل شوی مخ