وفي سياسة وطنه كان عليه أن يسكن أو يتحرك إلى الجهات الأربع، وليس السكون أو الحركة إلى الجهات الأربع مما يطاق.
كان عليه أن يحمي الجمهورية وأن يسلمها لغيره!
وكان الشمال والجنوب في وطنه قد انقسما بعد الاتفاق على خلع الأسرة المكروهة العاجزة، فلما زالت الأسرة عاد الخلاف بعنوان جديد، بل عاد بجملة من العناوين.
ومن ذلك أنه كان يعهد بالوظائف إلى الموظفين الكفاة من أهل الجنوب؛ لأنهم المتعلمون على أصول التعليم الحديث، ولأنه يعرفهم معرفة الثقة والتجربة، فينسى الطامعون في وظائفهم أن «سن ياتسن» أبو الصين، ولا يذكرون إلا أنه جنوبي يحابي الجنوبيين!
ومرافق الصناعة والتجديد نعمة ونقمة في نفس واحد.
أيستغني بلد من البلدان في القرن العشرين عن سكة الحديد؟
كلا، ولا استثناء للصين، أو لعلها أحوج إليها من سائر بلاد العالم، لترامي أطرافها وكثرة سكانها.
ولكن هذه النعمة الكبرى جرت معها البلاء وراء كل قاطرة وكل مركبة؛ لأنها يسرت وصول البضاعة الأجنبية إلى أقصى الأطراف، فضربت صناعة الوطن وعطلت أيدي العاملين، وسهلت لهم الانتقال من بقعة إلى بقعة طلبا لعمل الزراعة أو عمل النقل أو طلبا للعمل كائنا ما كان، فلا هم واجدون عملا ولا هم مردودون إلى مواطنهم، ولا هم نازلون منازل الحفاوة والترحيب، وقد يخاف منهم العبث والفساد بغير عمل وبغير سكن وبغير قوت.
يجب أن يغلق الباب المفتوح.
يجب أن تفتح الأبواب للقروض.
ناپیژندل شوی مخ