سمان او تله

نجيب محفوظ d. 1427 AH
75

سمان او تله

السمان والخريف

ژانرونه

ثم وهو يضحك: أنت تعرف الحقيقة وتنكرها أو أنني أعرف أكثر منك. - ماذا تعرف؟ - أحب أن أسمع منك وإلا فكيف سنتعامل معا ما دمت تبدأ بالكذب علي!

فقال باستسلام وهو يشبع الحذاء بالورنيش: يقال إنه كتبها باسمه في شهادة الميلاد، الرجل الطيب! - ولكن لم؟ - عجوز وطيب ولا ولد له، وأحب الست وتزوجها على سنة الله ورسوله.

فقال عيسى وهو يزدرد ريقه بصعوبة: رجل طيب حقا ولا يستحق السجن. - ولذلك فهي تعمل مكانه وتنتظره بصبر وإخلاص. - يستحق ذلك وأكثر.

وأعطاه عشرة قروش، وأمله خيرا فيما سيأتي من أيام.

وانتظر عقب منتصف الليل، ولما لمحته وهي آتية قطبت في غضب وابتعدت عن موقفه، ولكنه قال لها بتوسل: أنا منتظر ومعذب ولا بد أن نتكلم.

وسارت دون أن تحييه، فاعترض طريقها قائلا: هي ابنتي، قولي لي ذلك على الأقل.

قالت بحدة: سأنادي البوليس! - هي ابنتي، عرفت الحقيقة كلها! - سأنادي البوليس، ألا تسمع؟! - بل ناد الرحمة والصفح.

فهددته بسبابتها قائلة: أنت تستحق الحرق لا الصفح. - لنبحث عن طريقة لننسى الماضي كله. - نسيته كله، فاختف معه. - اسمعي يا ريري، أنت تنتظرين عبثا، ستنالين حريتك ثم ...

فقاطعته صارخة: يا لك من وغد كما كنت دائما، لا تتصور الخير أبدا!

تقبض وجهه من الألم، ثم أن قائلا: الواقع أنني في غاية من العذاب.

ناپیژندل شوی مخ