ثم وهي تشير إلى قدرية ضاحكة: أقدم لك قدرية هانم، صديقة عزيزة، وحرم رجل عظيم من المفقودين في الحرب.
وتجهم وجه عيسى، واحمر وجه قدرية، وابتلت رموش عينيها، ولما لاحظ سمير ذلك، قال: علامة طيبة تبشر بالخير، ما قولك؟
ولم تكف الألسنة عن الكلام لحظة واحدة، وقالت إحسان: لكل مشكلة حل بلا جدال.
وخاطب سمير قدرية وهو يبتسم: الأمور تعالج برفق، زوجك رجل عنيد، وقد تعرض فيما مضى لألوان من الإرهاب والتعذيب ولكنه لم يتحول عن رأي.
وتساءلت قدرية: هل ترضيكم هذه الحال؟ .. تكلموا.
وقدمت صينية فضية بقوالب الكاساتا وفطائر بلدية من السوق، فكانت هدنة استمتعوا فيها بأكلة ظريفة.
وقال سمير: الحق أن جميع البشر في حاجة إلى جرعات من التصوف، وبغير ذلك لا تصفو الحياة.
فقال عيسى: نحن في حاجة إلى أن نعود للحياة مرارا حتى نتقنها.
فقالت قدرية، وكانت تخاطبه لأول مرة: أرجو ألا تؤجل حسن معاملتك لي إلى حياة أخرى.
فقال سمير وهو يمسح بطرف منديل مبلل بالماء نقطة من الفراولة الذائبة سقطت على ثنية بنطلونه عند الركبة: لنتكلم عن المستقبل، أرجوكم.
ناپیژندل شوی مخ