فقال عيسى ولم يكن قد خرج تماما من حزنه المفاجئ: التهديد بالذرة من شأنه أن يخفف من متاعب الحياة، أعني حياتنا.
فتساءل عباس صديق في سخرية: والحضارة؟ ألا تخشى على الحضارة؟ - من حسن الحظ أننا لم ندخل الحضارة بعد، فما خوفنا من البلل؟
فقال إبراهيم خيرت: ليكن عهد كعهد الطوفان ليطهر العالم.
فسأله عباس صديق: هل سمعت عن ذلك من مصدر مسئول؟
فقال سمير عبد الباقي: فلنعترف بأنه لولا الموت لما كان للحياة قيمة. - ما أكثر الكلام عن الموت!
وتذكر عيسى موت أمه، وزواج سلوى من حسن، والقسوة التي عامل بها ريري. وقال لنفسه إن السمر مع هؤلاء الأصدقاء تسلية شاقة، أما حديث حسن فإنه يزيد انقسام شخصيته حدة، ومال سمير نحوه قائلا: مشكلتك تعتبر يسيرة بالقياس إلى مشكلة العالم، أنت يلزمك عمل وزوجة.
فقال عيسى دون مناسبة ظاهرة: لذلك فأنا أحب أفلام الرعب.
فقال عباس صديق: عيب هذه الأفلام أنها خيالية.
فقال عيسى: بل عيبها أنها واقعية أكثر مما يجب.
وانطلقت صفارة الأمان خطأ، واستمر انطلاقها نصف دقيقة، وقال عيسى إنه سيجد نفسه في النهاية باحثا عن عمل وعن امرأة، ولكن ذلك لن يقع حتى يسلم بالهزيمة ويخرج نهائيا من التاريخ.
ناپیژندل شوی مخ