ولاحت في عيني البك نظرة جادة لدرجة مثيرة، ثم قال بنبرة الاعتراف: الحق أن الحكاية لم تكن مفاجأة لي! - لعل رئيس اللجنة قد أبلغها سعادتك! - نعم. - ألم يكن في الإمكان ... - كلا، الرجل صديق حقا، ولكن اللجنة أقوى من رئيسها، والخوف قد ركب الجميع.
فقال بامتعاض: على أي حال، ما فات فات، فلنفكر في المستقبل. - هذا خير ما تفعل.
فقال عيسى متحديا المجهول: عن ذلك حادثت سلوى. - سلوى! .. هل أخبرتها حقا؟ - هذا طبيعي جدا.
بعد تردد: بكل شيء؟!
فحدجه بنظرة مريبة، وقال بشيء من الحدة: طبعا! - وماذا قالت؟
فقال وهو يتوثب في باطنه لجميع الاحتمالات: ما ينتظر منها، فهي معي في الخير والشر على السواء!
نقر الرجل بأصبعه على الكساء البلوري للمكتب، ثم قال: أحب أن أكون صريحا معك، الزواج الآن ليس من العقل في شيء! - هذا حق الآن!
وهز الرجل رأسه كأنما يخفي أكثر مما صرح به، فقال عيسى ليسبر أغواره: ما أنا إلا ضحية سياسية!
فرفع الرجل حاجبيه الغزيرين دونما إفصاح، فراح الآخر يقول بغيظ: طالما كان لي الشرف بأن أكون كذلك.
وإذا بالبك يقول في ضجر: ولكن السياسة لم تكن هذه المرة وحدها!
ناپیژندل شوی مخ