============================================================
من حيث تحققه فى الخلق الانسانى، بل يظر إليه من حيث خصيصى تفرده الاوانفته وعلو همته ، فينافره لذلك ويألف مامى الذى يشاكله فى الأخلاق بعلة المشاكلة(1).
الا وقد قالت الحكماء : ثلاثة ان كاشفته بالامتحان فى ثلاث أحوال خسرتهم: مؤدبك فى حال استقلالك، وصديقك فى حال اختللك(1)، وامراتك فى حال اكتهالك ، والرعية كالزوجة ، وايبار الملك كالاتهال(2) .
وقالوا : مثل ذلك كمنل امتحان قوى معد الناقهين(4) من الأمراض بالأطعمة الغظيظة .
فقال الملك : صدق الحكيم . فقال الوزير الرابع ، وكان أوسعهم حلما ال وأفضلهم رايا: أما انا فأحدث الملك حديثا أخبرنى به مؤدبى وكان من آخر ما افادنيه، وقال لى : اخزن هذا الحديث فى حبة قلبك، ولا تتمنى أن تعيش إلى اليوم الذى تحتاج فيه إليه ، وإنى لأحسبه هذا البوم .
فقال له الملك : قل نسمع لحيك .
فقال له رنيس الزمازمة : ما أولى بالإصابة .
فقال الوزراء الثلاثة : إنه لكذلك .
فقال الوزير الرابع : إنما نحن كأصبع الراحة فى افتقار بعضها إلى بعض وقوة بعضها ببعض وتزين بعضها ببعض، ثم إنا نستد من نور عقل الملاى السعيد بنظرنا اليه واستماعنا منه كما تستد الدرارى (1) من نور الشس ، فكلنا الى للملك محتاج وبه مقتد .
فقال الملك : قل أيها الوزير الصالح، بالقبول والكرامة لك ولمن نبت عنه، فانتم فى مناصحتا والغناء عنا والأداء الينا كالحواس الخس للقلب ، صجدوا له (1) لمشابهة .
(2) الاختلال : الكرب والضعف .
(3) الاتهال ، مفردها تهيل : وهو الرمل المنهال المنصب . أى ان ملكه ينهال وينفرط مثل الرمال.
(4) أى كامتحان معدة من شفى من مرض فى لفترة النقاهة .
5) الكواكب .
مخ ۸۹