============================================================
فان خرجت الحية احترقت ، والن لزمت الجحر أحرقها الدخان .
فقال ظالم : نعم اللرأى هذا ، فانطلقا فأحطبا ربطا من الحطب حزمتين بقدر ما يطيقان حمله ، ولما جاء الليل واوقد أهل الخيام النار انطلق مفوض لياخذ قبسا، فعهد ظالم إلى إحدى الحزمتين فاز الها إلى موضع غييها فيه، ثم جر الحزمة الأخرى إلى باب مسكن مفوض ودخله وجرها إليه فادخلها فى الباب سده بها، وقدر فى نفسه ان مفوضا اذا أتى الجحر لم يمكنه الدخول إليه احصانته ولأن بابه مسدود بالحطب سدا مكما، فاكثر ما يقدر عليه أن يحاصره، فإذا ينس منه ذهب ينظر لنفسه ماوى، وقد كان ظالم راى بجحر فوض طعمة ادخرها مفوض لنفسه، فعول ظالم على الاقتيات منها فى هدة الحصار، وأذهله الشره والحرص والبغى عن فساد هذا الرأى، وأنه متعرض لل ما عزم مفوض آن يفعله بالحية .
وكان يقال : احترس من تدبيرى على عدوك كاحتر اسك من تدبيره عليك، فرب هالك بما دبر ومكر، وساقط فى البنر التى احتفر، وجريح بالسلاح الذى شهر. ثم إن مفوضا جاء بالقبس فلم يجد ظالما ولا وجد الحطب ، فظن أن ظالما قد احتمل الحزمتين معه تخفيفا ، وأنه بادر بهما نحو جحره اشفاقا أن ال ا تى مفوض فيحمل أحدهما فشق ذلك عليه فظهر له من الرأى أن يترك القبس الاويبادر اليه فيلحقه ليحتمل معه الحطب، فالقى القبس من يده ثم كره أن تتفذ النار فيتاج إلى طلب قبس آخر، فأدخله فى باب الجحر ليستره بذلك فأصاب الحطب فأضرمه نارا واحترق ظالع فى الجحر وحاق به مكره : فلما اطلع مفوض على أمر ظالم قال : ما رأيت كالبغى سلاحا اكثر عمله ى تحله الا ولهذا قيل : الباغى باحث عن مدية(1) حتفه بظلفه(2)، ومتردد فى مهاوى گميره بمساوى شبيره0 وقيل : ما اجتمع البغى والملك على سرير(2) إلا خلى : (1) السكين .
(2) الظلف : حافر الدابة .
(3) أى العرش.
مخ ۳۶