============================================================
عيد على منبره واستفساده لر عيته، واستيلائه على بيوت أمواله، وسرير خلافته، وإنى مشير عليك بتفقد حال هذا الأمير وانتظار ما يكون منه ، فإن رايته قد تمادى فيما خرج إليه، وأصر على قصد ابن الزبير؛ فاعلم أنه منول فاجتتبه ، وإنما كان مخذولا لأن الله سبحانه قد أظهر من حكمه أمرا يقطعه عن التمادى لما خرج له فأبى إلا لجاجا(1)، ولن رأيته قد رجع من حيث جاء وترك ما كان خرج له وقصد اليه، فارجو له السلامة لأنه مستقيل(1) مراجع، والله سبحانه أهل أن يقيل من استقاله ويرحم من رجع اليه .
افقال له عبد الملك : يا شيخ : وهل رجوعه إلى دمشق إلا كمسيرى إلى ابن الزبير، إذ كان قد ظهر من حكم الله ومشينته أن قبض قلوب رعيته النين بشق عن موالاته، وبسط ايديهم بالبيعة لغيره؛ فمسيره إلى ابن الزبير كرجوعه الى عمرو بن سعيد؛ لأن كل واحد منهما حاصل على مملكة منيعة، ورعية مطيعة فقال الشيخ : إن الذى اشكل عليك لواضح بين ، وها أنا أزيل اللبس عنك، ان عبد الملك إذا قصد ابن الزبير كان فى صورة ظالم له؛ لأن ابن الزبير لم طه طاعة قط، ولا وتب له على مملكة، وهو إذا قصد عمرو بن سعيد، كان فى صورة المظلوم، لأن عمرو بن سعيد نكث(2) بيعته، وخان أمانته، ال وافسد رعيته، وحملهم على النكث والغر، ووتب على دار ملك لم يكن له ولا لأبيه بل كان لعبد الملك ولأبيه من قبله، وعمرو بن سعيد عليها معتد، ولها تب . وإنه كان يقال : سمين الغصب مهزول، وولى الغدر معزول .
لوكان يقال : جيش العدوان مفلول ، وعرش الطغيان مظول(2) .
الاوساضرب لك مثلا يشفى النفس ، وينفى البأس، وأودعه من فقر الحكم ما (1) الحاحا .
(2) أى رجع عما يفعله .
(3) نقض.
4) هالك .
مخ ۳۲