============================================================
فعيل صبره(1) وضاق بسره صدره فقال ما أخبر الله به عنه أتفتلون رجلا أن يقول ربى الله وقذ جاعكم بالبينات من ربكم} [شافر : 28] ، ثم كأنه استقال الاوراجع التقية(1) والحذر والتورية فقال ما أخبر الله عنه وإن يك كانبا فطيه كذبه وإن يك صادقا يصيبكم بفض الذى يعدكم [غافر : 28] .
فلما سمع فرعون مقالته غضب وأمر به فسجن، ثم شاور بطانته ووزراءه فى أمره، فأشاروا بأن يسلط العذاب عليه ثم يقتله ليرتدع به من كان على مثل اويخوفوه عاقبة خلاقه، ففعطوا ذلك .
فلما سمع المؤمن مقالتهم دعاهم الى الله تعالى، وأنكرهم ما عاينوه من الأيات، وحنرهم زوال نعمة الله عنهم، وحلول مكره بهم وكان منه اليهم ما اخبر الله عز وجل به عنه من قوله ويا قوم إنى أخاف عليكم مثل يوم الأخزاب [غافر : 20]، وقوله ولقد جاعكم : نف من قبل بالبيتات [غافر : 34] . وقوله ويا قوم مالى أذغوكم إلى النجاة وتذغونتى إلى النار} إلى قوله ل(فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصينر بالجاد [غافر :44] .
فعاد القوم إلى فرعون وأخبروه عن المؤمن بثبوته على المشاققة(2) والمنابذة(4) والمعصية لفرعون ، وأن النصح لم يزده إلا تماديا على أمره، فاء ذلك فرعون وشق عليه، وخلا بنفسه مفكرا فيه، فأتته ابنته فسألته عن ام ره فاطلعها عليه فقالت له : ان عندى الفرج مما أتت فيه، فلا تتعجل على خاصتك ونوى قرابتكى فإنه على ما تحب، ولكنه لما رأى أن موسى عليه السلام قد امتتع بالسلطان الذى فى عصاه، وأن قظه مجاهرة خير ممكن ، (1) أى نفذ صبره .
(2) ان يقول غير مايضمره.
(3) المخالفة (4) المفارقة عن عداوة .
مخ ۲۳